هل هي سنة كونية أن الدول تشيخ وتصم أذانها ويضعف بصرها وبصيرتها ؟, أم هو العناد والكبر يكبر مع الزمن ويطغى على شخصية الدول ؛ فتصبح لا تقبل أن تظهر إلا في ثوب الطهر والعقل الراجح بمعنى أنا فقط وفقط أنا,أم أن التاريخ لا يقرأه إلا البسطاء , أما طبقة الكراسي فهي فقط تقرأ بعضا من حكايات ألف ليلة وليلة بدأت أشك أن المسؤولين يعيشون في عالم آخر بعيد جدا عن عالمنا , يبدو أنهم قد وجدوا المدينة الأفلاطونية وتركونا لنردد (سيبوني وراحوا ... سيبوني للهلاك أنكوي بجراحه ) ؛ فلا يعقل أنهم يعيشون معنا ويعانون كل هذه المعاناة ويستمرون بنفس الوتيرة وببلادة احساس درجة التجمد . لكن صديقي يقول أنه ليس ذنبهم , وكيف يا صديقي إن لم تسمع أذنيك إلا المديح والتطبيل ولم تشاهد إلا الصورة المثالية والإشادات الدولية ولم تمر بسيارتك وموكبك إلا على الإسفلت الجديد والرصيف اللامع والشجر الباسق ... وفي أوقات حتى الجو الماطر , الكل يهتف ويشيد ويطمئن ويثني... قرارات لا تخرج عن دائرة الصواب والحكمة والرأي السديد وبعد النظر , كل ذلك وتريد المسؤول أن يعيش معنا !! ... كل ذلك وتريد المسؤول أن يشعر بنا , كل ذلك وتريد المسؤول أن يرى العالم كما نراه , حتى في زمن "الفيس وتويتر والقرية الصغيرة" . يبدو أنك يا صديقي غير مطلع فالعالم تغير والمسؤول أصبح يرى ويشاهد والكل يتكلم بحرية ويقول ما يريد , لكن صديقي يسأل بخبث متأكد أننا جميعا في القرية الصغيرة ؟ متأكد أن الكل يتكلم بحرية ؟ وهل القرية الصغيرة تناسب طموحاتهم الكبيرة وشبوكهم الطويلة وكروشهم التي لا تبقي ولا تذر! ؛ هي قرية صغيرة فقط يتحرك فيها الصغار بنظرهم وتحت سيطرتهم ويبقى لهم العالم الأكبر يعبثون به كيفما يريدون . وإن تصرخ بآذانهم الآن فلن يسمعوك فسنين من كلمات المديح والثناء قد أنستهم أي شيء يتعلق بك فقط أنت هنا لتطبل وهم من يقرر ويرى الحكمة والصواب؛قلت له وما العمل, قال : يداك صفقتا وفاك مدح , يعني أغرق يا عمنا مفيش حل يعني , قال : لا , لكن من أوكأ القربة لن تنقذه إلا يداه وعليه أن ينقذ نفسه بنفسه فالقربة لا يعنيها إن سقط أو لم يسقط. 1