في مثل هذه الايام من كل عام تتكرر معاناة الأسر قلق , شد نفسي , رهبة , استنفار , ترقب , كل ذلك بسبب الامتحانات في مراحل التعليم العام المتوسطة والثانوية . وكأن هذه الاختبارات أصبحت قدراً مقدراً وسراطاً مسرطناً لابد من اجتيازه للعبور من عنق زجاجة مدارسنا ؛ ورغم كل التطور في أنظمة وزارة التربية إذا جاز لنا أن نسمي ما حصل تطوراً إلا أنها وقفت عاجزة عن الإتيان ببديل لقياس كفاءة مخرجاتها واستحقاقها للنقل أو النجاح . مع أن الأيام أثبتت أن هذه الأداة رديئة جداً ولا تعكس بصدق ما تحصله الطالب خلال دراسته بل إنه مخروم ومرقع وحتى غير عادل بالنظر لتعدد واضعيه واختلاف امكاناتهم وقدراتهم فعلى سبيل المثال لضعفه نجد أن اختبار مادة العلوم مثلا في الثالث متوسط في مدرسة ما سهل جدا بالمقارنة مع اختبار نفس المادة والصف بمدرسة أخرى. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هذا المقياس لا يستطيع قياس مهارات التفكير العليا عند الطلاب وحتى مع التوجه السائد في مدارسنا باستخدام تقنيات الاختبارات الموضوعية إلا أنها هي الأخرى لا تطبق بتكنيكها وادواتها المتعارف عليها عالمياً فظهرت عرجاء مشوهة فالاختبارات التي ارهقت الأنفس منذ أيام الصبا لا تستطيع أن تحدد بدقة صلاحية المنتج لسوق العمل كما أنها بدت عديمة الفائدة في عملية التغذية الراجعة بدليل أن الأساليب التدريسية في مدارسنا لا تزال هي هي . لكنها أعني الاختبارات عاشت معنا في مدارسنا رغم كل مآسيها وحشرت نفسها حشراً في طريق أجيالنا وكانت ولازالت لا تقيس إلا الحفظ ولا شيء غيره ذلك الحفظ المربوط بخيوط عنكبوتيه هشة يتفكك غزلها بمجرد خروج الطالب من قاعة الامتحان . ومع اننا نادينا ونادى غيرنا باستحداث طرق أخرى للقياس إلا أن وزارة التربية لا زالت محلك سر في هذا الخصوص فمتى ستموت هذه الاختبارات وتصبح ذكرى مؤلمة . (ومضة) لما رأيت أحبتي يتدفقون إلى اللجان اغرورقت أوجانهم فرقاً وبانت للعيان أحسست بالظلم الذي عاناه ابني من زمان وصرخت باسم احبتي هل من طريق للأمان غير هذا الامتحان ؟ غير هذا الامتحان ؟ 1 [email protected]