من الظواهر المَرَضية في أي مجتمع كان ومجتمعنا للأسف ؛ وبالسلوك البشري .." ظاهرة " الانتفاخ الكاذب , الذي لا مضمون له ولا شكل سوى الانتفاخ نفسه ..ظاهرة سيئة عندما يصاحبها جهل الانسان بحقيقتة وحقيقة معناه ومبناه ,,وتكون أكثر سوءًاٍ وظهورأ عند بعض من ينسبون أنفسهم إلى الدين أو التدين الشكلي , فعندما نجد هؤلاء الجهلة يستغلون ( سلطة المنبر ) ليمارسوا دور الوصاية والتوجيه لأناس عدُّوا أنفسهم قطيعاً ؛ يشنفون لهم الآذان , ديدن البعض من أولئك الذين استوطنوا المنابر تجدهم حين يعتلون المنابر ولا همَّ لهم إلا انتقاد مخالفيهم والتهجم على الأشخاص لا على الأفكار . هذه السلطة المنبرية التي اكتسبها البعض أو مُنِحَت لهم تخول لهم الحديث والحديث فقط دونما حوار أو نقاش ؛ بل مجرد إفراغ مافي جعبهم السقيمة وكأن ما يقولونه وحياً من السماء أو مسلمات غير قابلة للنقاش , يقومون بطرحها على أسماع العوام من القطيع والبقية الصامتة من المغلوب على أمرهم وكأنها الحقيقة المطلقة التى من يخالفها فقد كفر ؛ فالانتفاخ الكاذب و سلطة المنبر عند بعض من يتسنمها ليست وليدة العصر بل هي ظاهرة تتكرر كل حين منذ أن حرَّم هؤلاء ( المنتفخون ) على العامة استخدام العقول , وسوف تبقى مابقيت هذه الثقافة المريضة في المجتمع. هؤلاء ( المنتفخون ) الدنيويون الذي تلبسوا بالدين لأغراض خاصة ؛ حسبوا أنهم حصريا هم المتدينون حقا , بل أن ما يميّزهم عن غيرهم كونهم سرقوا قداسة المنبر وجعلوا هذه القداسة صفة ومبررا لهم ولأفعالهم ولأقوالهم , ساعدهم في هذا السطو الأتباع الأغرار الذين فرشوا الأرض لأولئك ( المنتفخين) وأوحوا إلى بقية القطيع ألا حق إلا حيث يقف هؤلاء "الجهابذة " ولا حقيقة إلا ما يقال على هذا المنبر ؛ ولهذا تجد الغالب الأعم من هؤلاء ( المنتفخين ) يخشون النقاش والحوار أمام العامة لسبب وحيد أن عروشهم من ورق ويخشون أن تتهدم هذه العروش وتذهب هذه القداسة ( المسروقة ) أمام مريديهم وأمام بقية القطيع, فعلى كل صاحب فكر حر ألا يكترث بكذب ( انتفاخهم ) و لا قداستهم ( المسروقة ) فقط ارفع في وجوههم دائماً : (دعوة للحوار) . 1