يعن الله الغامدي تأكد أنهم إذا قالوا في البيان أنّ الجهات الأمنية قد تمكنت من القبض على القاتل، فاعلم أنه هو الذي سلم نفسه! وإنما الأمور عندنا تسير بالبركة. وإذا قرأت أن الشرطة عندنا بقيادة «س» تمكنت من القبض على مطلوب أمني له علاقة بعدة قضايا جنائية، حتى ولو كان مهرب مخدرات، فإما أن تكون سيارته قد تعطلت به في مكان ما، أو أصيب في حادث سير، أو فضح نفسه بنفسه، والأمور تسير بالبركة.واعلم أنك إذا بلغت عن سرقة سيارتك أو سيارة عزيز لديك، وأكملت الإجراءات المغلظة، والبيانات المخلطة، في أي مركز، فابحث عن سيارتك بنفسك، كخدمة ذاتية متعارف عليها، ولن يجدها إلا أنت أو أحد معارفك، حتى لو كانت عندهم في التوقيف! وهذا هو الحاصل والأمور عندنا تسير بالبركة.وإذا رأيت زحاما شديداً عند إشارة مرور، أو أي مركز تجاري، وتعطلت حركة السير، وارتفعت أصوات المنبهات، فاعلم أن هناك جندي مرور والأمور تسير بالبركة. وربما تقيس على ذلك ما يحدث للدفاع المدني والإسعاف.. الخرأيته وقد انتفخت أوداجه ورفع عقيرته في مجلس أحد الطيبين، بذلك الكلام عندما دار الحديث عن المشكلات الجنائية والقبض على أحد المهربين، وأخذ يكيل التهم على عواهنها ويلقي اللوم على الجميع دون استثناء، والكلام بتلك الصورة والتهم بهذه الطريقة لا تثبت باطلا ولا تنفي حقاً، والمتوتر هذا، أو الموتور، لا يعلم أننا لسنا مجتمعاً مثالياً، ولا نعيش في المدينة الفاضلة، وإلا فنحن لسنا في حاجة إلى دليل، فالله خير حافظاً. كم كنت أتمنى أن تنظر إلى الواقع بعدالة، وبدون النظارات السوداوية، حتى وإن جاءت بعضها بالبركة كما تقول فمرحبا بالبركة. بعض المتحدثين في المجالس، ترى أنه يحتاج للفحص الدوري، وبعضهم يحتاج إلى ساهر، وآخرون يحتاجون إلى حافز، وكثير منهم يحتاج إلى جميع ماسبق!.مشكلتنا أن كل إنسان يرى نفسه أذكى من غيره، وأنه الأول فليس قبله أحد، وربما يرى نفسه أنه وصل افريست المعرفة، وملك مغناطيس الذكاء، وأنه من الراسخين في العلم وهو (أبو مائة وجدُ ألف) كما يقولون، وماعلم أنه صغير مع من هو أكبر منه، وجاهل مع من هو أعلم منه، وماعرف أن ماكل من عنده مخ عنده فكر، وماكل من عنده بصر عنده بصيرة، وحتى ما كل من عنده شهادة عالم، والعكس بالعكس.فهل من مدكر؟ فالذي بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجارة، لا لأن الزجاج يسهل كسره فقط، ولكنه يؤلم في جمعه أيضا.الغصن الأخير: إذا كنت في مجلس فلا تتحدث عن أموالك أمام فقير، ولا تتحدث عن صحتك أمام مريض، ولا تتحدث عن أولادك عند عقيم. ولا تكذب أو تتحدث عن أفلامك البوليسية وانتصاراتك الطيلسانية أمام زوجتك.