حبا الله منطقتنا الغالية جازان بطبيعة خلابة آسرة للقلوب والأنظار، وميزها سبحانه بتنوع جغرافي قل أن نجده في منطقة جغرافية متقاربة. فهنا جبل وهناك سهل وهنالك بحر وجزر وبينهم تنتشر أودية تجري معظم أيام العام متأثرة بمعدل الأمطار المرتفع في منطقتنا راسمةً لوحةً حيةً مبرزةً منظراً بديعاً تجلت فيه عظمة الخالق وبديع صنعه. لكن تلك النعمة التي حباها الله لمنطقتنا لا تلبث أن تنقلب نقمةً لعديد الضحايا الذين يغرقون هنا وهناك غير آبهين بتحذيرات الدفاع المدني الموسمية التي تبرز خطر السيول والأودية وقت هطول الأمطار. غَرَقُ العديد من الأشخاص في منطقتنا إبان موسم السيول والأمطار أصبح بحق ظاهرة تستوقفنا كثيراً متأملين وفاحصين لأسباب نمو هذه الظاهرة بين الفينة والأخرى وأرقام للضحايا تزداد عاماً بعد عام . نتفق جميعاً بأن الفرد يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية غرقه وجرف السيول له إذا أيقنا أن دور الجهات الحكومية مؤطر في إطلاق التحذيرات والتعليمات قبل بداية موسم الأمطار، ويبقى بعد ذلك إلقاء كامل المسؤولية على الفرد ومدى التزامه بالتحذيرات والتعليمات . لا شك أننا نسلم جميعاً بأن ذلك مكتوباً ومقدراً على أولائك الضحايا ولكن لا يعني ذلك عدم أخذنابالأسباب والتزامنا بتحذيرات الجهات المختصة. لنعلم جميعاً أن تلك الظاهرة المؤلمة لن تنتهي وتزول بمجرد إطلاق التحذيرات مالم يكن هناك وعي من المجتمع بخطورة جريان الأودية والسيول خطورة متمثلة في الوفاة لا سمح الله، وعدم الإستهانة بجريان السيل باعتقاد البعض أنه يجيد السباحة أو أنه يمتلك سيارة من طرازٍ لا يستطيع السيل جرفها، اعتقادات خاطئة وفلسفاتٍ لا يمكن ولا يعقل أن تستمر راسخةً في أذهان مجتمعٍ بات واعياً أكثر مما كان عليه في السابق وأصبح يسابق الريح في مجالاتٍ عصريةٍ عدة لا يجدر به أن يكون مقتنعاً بتلك القناعات الخاطئة التي أضحت تشكل خطراً على حياته ومجتمعه. 1