عندما ينزل المطر تتعدد الصور الجمالية في عسير وتتدفق اوديتها سيلا ينفع الناس...صور حية تكسب المشاهد الشيء الكثير من المتعة مالم يرافقها حدث مأساوي يلغي الفرح ..ويطرح به الى وداي الترح.. موسم الامطار في عسير الذي يتزامن مع موسم السياحة الشتوية وخروج الناس للاستمتاع بالاجواء الدافئة في بطون الاودية في تهامة.. متعة لا يضاهيها شئ من السعادة اذا ماجاء الفرح متكاملا .. بعيدا عن الاحداث المؤسفة فللأمطار والسيول مخاطر لايعلمها إلا من كان له موقف مبكٍ بسببها.. (الرياض) ومع بداية موسم الامطار والسياحة الشتوية فتحت ملف قضية مخاطرالسيول ففي البداية يقول الشاب احمد القحطاني عندما نتطرق لموسم الامطار في عسير فهذا جانب على قدر كبير من الاهمية وموسم الامطار لدينا محفوف بالمخاطر بسبب الطبيعة الجغرافية والتي تعتبر عاملا مساعدا لأن تكون هذه الامطار مصدر خطر فانحدار السيول من اعالي الجبال الشاهقة وبسرعة وكذا وجود الاودية عوامل مساعدة للخطر المباغت ويكفي مثالا الأشخاص الذين التهمتهم السيول وكذلك المباني التي جرفتها وحولتها الى ركام والمسطحات الزراعية التي لم يعد لها اثر ..هذه خطورة سيول عسير لابد من تحذير كل مواطن منها لأخذ الحيطة والحذر واتباع التوجيهات الصائبة من قبل الجهات المختصة بالدفاع المدني حتى لا يعرض نفسه والآخرين إلى خطر . ويؤكد علي بن سعد الاسمري أن سكان عسير يعلمون خطورة هذا الموسم وهناك العديد من الحوادث المؤسفة وحالات الغرق والفقد التي حدثت سابقا. وأضاف هذا لا يعني ان هناك تقصيراً من الجهات المعنية وكل مواطن يعلم هنا بتلك المخاطر إلا ان البعض يخاطر اثناء جريان السيول في الاودية ويصر على عبور الوادي ليجازف بحياته وهذا مايقع كثيرا بالاضافة الى الافتراش في بطون الاودية التي تتعرض دائما لسيول منقولة بدون سابق انذار وهذا الامر اعتبره انتحار جاهل ويشير المواطن خالد عبدالله عسيري إلى أن حدوث موسم الامطار في عسير والجمال الذي تاخذه الطبيعة عقب الامطار مغر، الا ان الخطر الذي يقبع داخل ذلك الهيجان بسبب السيول الجارفة التي تنحدر من الجبال المرتفعة لتصطدم بالصخور وتجرف كل مايقابلها ويلغي كل العوامل الجمالية. وطالب عسيري بتجنب الخروج في الامطار في هذه المنطقة خصوصا والابتعاد عن التجول في الاودية نظرا لخطورة هذه الاماكن. واعتبر المواطن محمد عسيري الذي اجترف السيل سيارته لتنقذه العناية الالهية انه مولود من جديدعقب تفاجئه بسيل منقول وهو يعبر احد اودية تهامة بدون سابق انذار. ويضيف كان هناك بوادر امطار في الموقع الذي كنت عابره ولكن لم اكن اتوقع ان هناك سيلاً قادماً من اعلي القمم لأتفاجأ وانا وسط الوادي بذلك السيل الذي لم يمهلني بان اخرج إلا وحيدا مرمياً على جنبات الوادي مؤكدا ان هذا الموسم يحتاج الى اهتمام وعناية ومتابعة من قبل الجهات المختصة والتوعية بالأخطار التي تكمن في تلك السيول إلا ان المواطن تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة بالابتعاد عن مجاري الاودية وعدم اقامة المساكن فيها .. وأوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير اللواء سعد بن سعد الحارثي أن السيول تتكون نتيجة هطول الأمطار المستمرة والغزيرة على المناطق المرتفعة واتجاهها إلى مياه الامطار نحو المناطق المنخفضة موضحا ان ما يحدث في سلسلة جبال السروات نجد ان هناك اودية مشهورة تتجه نحو الشرق وسيولها اخف ضررا لاتساع الاودية واخرى تتجه نحو الغرب (تهامة) ثم البحر الاحمر وهذه هي سرعةجريان السيول على العكس فيما يحدث في عسير. وبيَّن اللواء الحارثي، أن اسباب الحوادث المتكررة والمتمثلة في اجتراف الأشخاص أو السيارات اوجزها اللواء الحارثي الى تعود لسببين: @ الاول المجازفة باجتياز الوادي بالسيارة اثناء وجود السيل لعدم تحلي الناس بالصبر والانتظار حتى يخف موجها، وعدم المخاطرة باجتياز السيول إلا بعد انخفاض منسوبها الى 20سم وفي الحالات الضرورية لايزيد المستوى عن 50سم وهنا بالطبع للسيارات الكبيرة المرتفعه وبإتجاه عرض الوادي ان كان قصيرا وليس بطول الوادي اما السيارات القصيرة فلا يجوز تعريضها لجريان السيل ولايجوز نهائيا المخاطرة بها واغلب الحوادث التي تقع خلال موسم الامطار هي نتيجة المجازفة باجتياز الاودية مع ارتفاع منسوب المياه فيها، أما بالنسبة للسبب الثاني فهو يعود الى ان بعض الأشخاص يقوم بالتخييم والافتراش أو النوم ليلا في بطون الاودية وهذا يعني انهم معرضون لمداهمة السول المنقولة بدون سابق انذار. واكد اللواء الحارثي ان فرص النجاة للاشخاص الذين تجرفهم السيول نادرة جدا معتبرا مواجهه حوادث انقاذ الأشخاص من اصعب الحوادث التي يواجهها رجال الدفاع المدني. وأهاب اللواء الحارثي عبكافة المواطنين والمقيمين باتباع ارشادات السلامة وتوخي الحذر في مثل هذا الموسم وعدم المجازفة بالارواح.