على مر العصور والأزمان عمل *الإنسان على ضوء هذه الآية مبتعدا عما يعرض حياته للهلاك والخطر، ويكون حذرا أشد الحذر عندما يتعلق الأمر بالموت ولكن يبدو أننا أدركنا عصرا وزمنا شذ فيه الانسان عن هذه القاعدة الفطرية وأصبح يطلب الموت وينتظره !! ما أقصده هو ما نراه من حوادث للسير تودي بحياة أبرياء لا ذنب لهم في ذلك!! في إحصائية مهيبة صدرت مؤخراً للمرور كانت كالآتي: الحوادث المرورية خلال العام الماضي 2011م بلغت (544.179) ألف حادث بمعدل (1.537) حادثا يوميا، وعدد المصابين في نفس العام بلغ أكثر من (39.000) ألف مصاب و(7.153) ألف حالة وفاة بمعدل 20 حالة وفاة يوميا منها 13 حالة وفاة من الشباب، حيث يمثلون 75 بالمائة من الوفيات، ومن خلال الإحصائيات تبين أن يوم السبت هو أكثر أيام الأسبوع ارتفاعاً في نسبة الحوادث المرورية وأقلها يوم الجمعة، *أماالنسبة الأعلى من الوفيات تكون خارج المدن بنسبة 60 بالمائة و 40 بالمائة داخل المدن). هل استوعبنا حجم الخطر الذي نعيشه من خلال لغة الأرقام ذات المصداقية العالية؟!! في الحقيقة لا أبالغ عندما أقول إن هنالك من يلقي بيده إلى التهلكة دون أدنى مبالاة أو استشعار لعظم الكارثة التي تنتظره في طريقه!* لا يجد أحد منا تفسيراً لما يدور في ذهن ذلك الشخص حال قيادته للسيارة حين بتهور وبسرعة جنونية ضاربا بأنظمة السير والمرور عرض الحائط. هل هانت أنفسنا ورخصت دماءنا لدرجة أنه لا يكاد يمر علينا يوم دون أن نقرأ أو نسمع قصة حادث حصد من الأرواح ما الله به عليم؟!! وما ذلك عن منطقتنا ببعيد حيث بتنا نسمع عن حوادث تحصد أرواح أبناء منطقتنا بشكل متسارع مخيف؛ يدعونا جميعا للتكاتف والوقوف سريعا في وجه هذه الظاهرة التي أصبحت أكثر حديث مجالسنا اليومية . 1