يتساءل كثيراً ممن يحيطون بنا اليوم عن سر استقرار المملكة العربية السعودية , فيما يتحدث بعض الحمقى بهرف شديد الغباء ينطوي على كثير من الحسد والخبث عن وجود انشقاقات وتشققات وانصداعات مزعومة داخل سقف البيت السعودي , وزاد هذا الأمر خاصة بعد وفاة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله . لكن الأسرة الحاكمة والمجتمع السعودي أخرس الجميع بسرعة وسلاسة قرار تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ذاك لأن أمر التعيين هذا لم يتعدى اجتماعا عادياً واحداً لهيئة البيعة ليصدر قرار وتأتي مبايعة يتلوها ترحيب ودعوات بالتوفيق من الجميع . وفي اعتقادي إن ما حدث هو بمثابة الرد الوافي لجميع تساؤلات المتسائلين والملجم لجميع أفواه الحمقى والحساد وتخرصاتها . وهنا تكمن ميزة هذا الوطن الذي وهبه الله الاستقرار في كل مناحي الحياة . و هذا الفضل تأتي بشيئين : أولاً تحكيم شرع الله الكامل المكمل . وثانياً إحساس أسرة آل سعود بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقها تجاه وطن وأمة وهبتها ثقتها الكاملة , فهذه الأسرة الكريمة بدون أدنى ريب هي نواة وحدة وتوحد البيت السعودي ففي تماسكها وانسجامها تماسك وانسجام لجميع أبناء الوطن . ومن هذا المنطلق كانت هذه الأسرة مضرب مثل في تماسكها وترابطها وانسجامها مع مجتمعها ووطنها وهذا كما أسلفت نتاج لوعيها الكامل بمسؤوليتها وقدرها وطوال عقود مضت في أن تكون نواة وحدة القوة التي يسخرها هذا الوطن لخدمة راية لا اله إلا الله محمد رسول الله . ولاشك عندي أن هذه الأسرة وعت التأريخ جيدا واستفادت من دروسه لذلك صفها موحد واختيارها مسدد وسهمها صائب لأنها ترمي عن قوس واحد وتصدر عن رأي واحد ولأنها كذلك لا تجامل في شريعة ووحدة وسلامة هذا الوطن وأمته ومصالحه أي فرد من أفرادها أو أي فرد من أفراد وطنها ناهيك عن المجتمعات الأخرى . وما اختيار (سيف الحق) سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد وبهذه السلاسة والسرعة إلا خير دليل على اختيارها الشخص المناسب في المكان المناسب وللزمن المناسب . (فسيف الحق) النايف بن عبد العزيز هو الحد الباتر الذي ضرب ويضرب به هذا الوطن هامة كل من أراد أن يتطاول على ديننا ومليكنا وأمننا وثوابتنا ومقدراتنا وأعراضنا كائناً من كان, وكان هذا الرجل ولا يزال وسيظل بإذن الله وتوفيقه السيف الذي لا ينبو , فما فتىء هو وأبنائه المخلصين من رجال أمننا البواسل يحققون الانتصار تلو الانتصار في ميادين الشرف والبطولة والذود عن حياض الوطن حتى بات صنيعه وصنيع رجاله أنموذجاً يحتذى به على مستوى المدارس الأمنية في كل العالم . فهنيئاً لنا قادة وشعب هذا الوطن ,وهنيئاً لنا نعمة الأمن والإسلام والعيش الرغيد, وهنيئاً لنا هذا التلاحم الكبير بين جميع شرائح مجتمعنا المسلم . وقف ذات يوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان يتجاذب أطراف الحديث مع بعض الحجاج داخل جمرك الطوال أثناء تفقد سير العمل به وبعد برهة أستأذنهم وذهب ليكمل باقي الجولة التفقدية , فستوقفني أحد الحجاج يسائلني: من هذا الرجل المتواضع؟ فأخبرته أنه أمير المنطقة فرد علي: أهذا من أولاد عبد العزيز؟ فقلت نعم . فسكت الحاج ثم قال بلهجته (يا هنآكم بأولاد عبدالعزيز) . وها أنا أعيد نفس الكلمة (يا هنانا بأولاد عبد العزيز) وأضيف يا تأريخ سطر بكل أمانة ما رأيت وسمعت وشاهدت ليكون درساً تتعلمه الأجيال وتنفيذاً عملياً لوصية المؤسس العظيم الملك عبد العزيز عندما قال : إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون. [email protected] 5