كنت أنا وصديقي محمد عذيق من صبيا نتحدث عبر الفيس بوك،وذكر لي قصة مؤلمة جداً يقول فيها: "أستاذي الفاضل لقد حصل لي موقف في مستشفى الملك فهد قبل حوالي أربع سنوات وهي وفاة إبنتي البالغة من العمر شهرين نتيجة سقوط السرير عليه وهي في الهندول فأصيبت إصابة بالغة بالمخ وتهتك الأعضاء الداخلية و بعد إنهاء إجراءات الشرطة من تحقيق وخلافة منذ الساعة الواحدة وحتى الساعة التاسعة مساءا وعندما ذهبت الى الثلاجة وأنا منهك القوى لم أنم منذ ثلاثة أيام وهي فترة بقائها في العناية المركزة إستقبلني منظر أحد مجهولي الهوية الإثيوبيين متوفى إثر حادث مروري وملفوف على سرير لعدم عثورهم على موقع له في الثلاجة وكان منظره مرعبا والأرعب منه عندما إتجهت الى عامل الثلاجة بورقة تسليم الجثمان فإذا به يتجه الى ثلاجة أيسكريم ويخرج جثمان إبنتي من بين جثامين ما يقارب 15 طفلا فهالني المنظر ولم أستطع أن أتمالك نفسي من الصدمتين الأولى مشاهدتي لإبنتي المتوفية والثانية إستخراجها من ثلاجة كنت أول ما أتجه إليها عند ما كنت صغيرا لأخذ منها ما لذ وطاب من مثلجات فلم أحس بنفسي إلا وقد التف علي إخواني وأرحامي وقد أغمي علي وكانوا يقولون لي تقدم بشكوى لهذا الأمر فقلت الشكوى لله حيث لا واسطة ولا طلبات وتكفى وأمسحها بوجهي إذا الموضوع هذا من زمان حسبي الله ونعم الوكيل حسيت إني في بنغلاديش" انتهى كلامه أيا كانت الدوافع والأسباب التي نجعل إدارة المستشفيات تقدم على وضع جثث الموتى داخل ثلاجات الفواكه والخضروات أو ثلاجة الأيسكريم فإن ذلك التصرف غير المسئول يخرج نهائيا عن جميع الأعراف والتقاليد الإنسانية والمهنية.حيث لم يتم مراعات الأنظمة والقوانين التي تحكم العمل البيئي والصحي،ولم تراع كذلك حرمة الأموات ومشاعر الأحياء/المراجعين سواء من النساء أو الأطفال الذين يذهبون ويجيئون بجانب هذه المقبرة المتحركة. هذا التصرف يعكس مدى الفوضى التي وصلنا إليها من غياب للتنسيق بين الجهات المعنية سواء في وزارة الصحة أو الأجهزة الأمنية ذات الصلة التابعة لوزارة الداخلية على اعتبار أن أغلب الجثث المحفوظة يعود تأخر ها لقضايا متعلقة بقضايا جنائية أو أمنية. من الواجب على وزارة الصحة التنسيق مع وزارة الداخلية لإيجاد وسائل وطرق أكثر تقدما وحضارة للتعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية والتي تشير الأرقام والمؤشرات على أنها في ازدياد مستمر كل عام. ربما قد نقف-مستقبلاً-أمام وباء متوقع نتيجة وضع جثث موتى داخل عربة غير مجهزة لمثل هذه الحالات، بل مجهزة لحفظ الفواكه والخضروات التي تدخل في الاستهلاك اليومي للإنسان! الجثث التي تم حفظها داخل البرادات بطريقة عشوائية سوف تصاب بالبكتيريا والتعفن مع مرور الوقت، وبعد إنهاء دفنها سوف تعود الثلاجات إلى استخدامها في حفظ الفواكه والخضروات ما قد تكون ناقلة لبعض الأمراض المعدية،وبالتالي يسبب كارثة إنسانية وبيئية. بحسب الرأي نعتقد أنه يجب أن نعمل بالمثل المصري القائل:"الحي أبقى من الميت" والمحافظة على أرواح البشر الأحياء بالإضافة إلى إكرام الأموات ،وذلك عن طريق وضع آلية معينة للتخلص من هذه المقابر المتحركة، وذلك عن طريق تكوين لجنة مشكلة من الجهات المعنية تقوم بمراقبة طريقة التخلص من هذه الثلاجات وضمان عدم إعادة استخدامها في حفظ الفواكه والخضروات مرة أخرى؛؛