هاهو الشهر يعود لنا من جديد ونحن ننعم في حياتنا بشتا صورها ، لم أنسى غرة رمضان تلك الليلة التي استحضرت من خلالها أشياء عدة وكأن شريط الذكريات يأخٌذني بهدوء وتسلسل ليصور لي كل الأشياء التي افتقدتها ، كانت موجودة في حياتي منذٌ عام أو عامين هاهي أزفت الأعوّام وارتحلت تلك الأروّاح وغاب المكان الذي كان جامع لهما جميعاً ، آهٍ يا أخوة لهذا الرحيل والفقد أبكاني بمقدم هذا الشهر سكنني في صورة روْح اندمجت بروحي ولزمني الصمت لأجد مشاعر تنصفني من إنسانيتي من خلال روحانية هذا الضيف الكريم لأستحضر حقيقة الاستشعار التي جهلتها لو لباب الإنصاف لي كإنسان، في تلك اللحظة علمتٌ حقيقة التميز ما بين الاستشعار الحقيقي والتذكار أو الذكرى التي قد تسكن أي شخص بعبور خاطف. فقط أنت من تشكل حقيقة تكويني وتكوين كل إنسان حق ، أنت نعم أنت يا رمضان قد تجَعل من كل مٌقصر غافل يحضر بشعور وتأمل وتفاعل قد نلحظه ظاهراّ أم خفي من خلال تفاعلات روحية تعتمل بحقيقة الروح الحية ، في تلك اللحظة دموعي لم تمهلني بينما وأنا في سيارتي ذاهب للوَالد الذي يسكن في المدينة التي أسكن فيها بعيداً عن المدينة التي ننتمي إليها وهي الموْطن الذي يمثل لأبي الماء والهواء ولي أيضاً ، كنت أقول هل اللحظة التي أبكتني كان أبي يشاركني فيها باستشعار واستحضار وفقد بحلول الضيف الكريم الذي يٌنكي الفؤاد . عندما وصلت للوَالد وجدته غارقاً بدموعه وينطق بأسماء راحلين من هذه الدنيا وبأرض حٌرمها وبخاتمة يؤملها لأؤمن أني إنسان من أٌناس أبكتهم تلك الليلة وكأن الوصل الروحي حضرهم بحضور هذا الضيف فمن أنا بدونك يا رمضان أإنسان دون شعور وروح تبوح بخلجاتها الحيّة . يحيى عبدالله هزازي [email protected]