تشير التوقعات إلى استحالة عودة سكان الحرث وقراها إلى أماكنهم مرة أخرى خاصة في الوقت الحالي نتيجة لحالة الشد والجذب التي تشهدها تلك البقعة منذ ما يزيد عن الشهرين . وفي اعتقادي فإن هذا القرار يصب في مصلحة المواطن أولاً وذلك انطلاقاً من مبدأ الحرص على سلامة الناس أثناء حدوث الكوارث والأزمات كما حدث سابقاً مع سكان العيص وقت اهتزاز الأرض المتكرر هناك . تصوروا فقط ومن أجل تحقيق الأماني أن تنفذ الحكومة ما تهدف إليه بعض الأقلام النشاز التي تغرد خارج منظومة السلامة وتعيد سكان الحرث كلاً لقريته فهل تم تطُبيق مبدأ السلامة كاملا ً ؟!!. القضية لا تنحصر في أن النزوح إلى مكان أكثر أمناً في الوقت الراهن عيباً لأهل الحرث أو أنه خروج عن نص المواطنة التي لن تتحقق إلا في تلك البقعة بل تنحصر في نظرة ثاقبة ممن يهمه الأمر لتوفير سبل الراحة للمواطنين حتى في أسوأ الظروف وأكثرها تأزماً . لست ملماً بواقع الحرب الدائرة هناك ولكنني أقرأ ما يكتب عنها من خلال هذه الصحيفة وبعضاً من منتديات جازان مما يجعلني أؤمن تماماً أن رحى الحرب ما زالت تدور وبالتالي فإنه من الجنون بمكان أن نطلق لأمنياتنا العنان ونزيد عبئاً على قواتنا وما تواجهه هناك بضرورة العودة سريعاً . لا يشكل إخلاء المواطنين من مساكنهم إجلاءً لهم على غرار ما يُحكم به أثناء العفو عن القاتل بشرط المغادرة أو تغييراً لملامح الجغرافيا ولا طمساً لتاريخ المنطقة كما يعتقد كثير من الناس ويتم الترويج له الآن مما كان له الأثر السيئ على نفوس أبناء الحرث المتواجدين خارجها خاصة بعد أن تم الإعلان عن إنشاء 10000 وحدة سكنية ولكنه من المؤكد فقط ألا يتم المخاطرة بعودة بعض القرى الحدودية المتداخلة مع بعض القرى اليمنية حتى بعد انتهاء الأزمة وفي ذلك حفظ لحقوق الفرد السعودي حتى لا يقع الفأس في الرأس مرة أخرى. صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]