تمثّل محلات بيع الذهب والمجوهرات نافذة توظيف أمام الفتيات العاطلات عن العمل، بما يسهم في دخولهن إلى عالم هذه المهنة، وممارسة البيع والشراء، وبما يتيح أيضاً راحة أمام النساء اللاتي يقفن أمام الرجال في تلك المحلات لقياس الحلي، والحرج الحاصل أحياناً من هذا الموقف. "الرياض" طرحت هذا التحقيق لمعرفة الآراء حول أهمية تأنيث محلات الذهب والمجوهرات. للنساء فقط! تسعى نورة الحربي -عاطلة عن العمل- أن تجد فرصة وظيفية للعمل في محلات الذهب، وأن يكون هناك نظام يجيز ذلك، مشيرة إلى أنه من الضروري أن يكون هناك محلات لبيع الذهب للنساء فقط، حيث تكون المرأة بكامل حريتها أثناء اختيار ما يناسبها وقياسه أيضاً؛ ونظراً لصعوبة تطبيق تأنيث محلات الذهب؛ فمن الممكن أن تبقى المحلات كما هي مع وضع لافته خارجية على المحل تفيد بأنه خاص للنساء مع وجود تظليل للمحل؛ وأرى أن ذلك انسب حل لتطبيق هذا المشروع. الكسب الحلال ومواجهة الفقر وتشير ريم حماد "طالبة جامعية" إلى أن 90% من مرتادي محلات الذهب والمجوهرات هن من النساء، ولو تم تأنيث هذا القطاع نكون قد ضربنا "عصفورين بحجر"، أولهما فتح المجال لتوظيف السعوديات في هذا النشاط؛ والثاني تحقيق رغبه الكثير من السيدات من أن المرأة هي الأقدر على فهم ذوقها وليس الرجل. أما هند الحويطي فتؤيد بشدة عمل المرأة في محلات بيع الذهب والمجوهرات؛ خاصة أن معدلات البطالة مرتفعة بين النساء، وترغب أن يكون هناك تنظيم في هذا النشاط. ويقول أبو غريب أن الكثير من المحلات التجارية تحتاج للعنصر النسوي، ومن ذلك محلات الذهب، مؤكداً على أن هذه الخطوة ستقلل من نسب البطالة النسائية في المجتمع، كما ستقلل أيضاً من نسب الفقر التي تعاني منه بعض الأسر، ويعزز من مظاهر الكسب الشريف دون الحاجة إلى سؤال الناس، كما يتيح أيضاً للمرأة المتسوقة الحرية الكاملة في الشراء والبيع والأخذ والعطاء في السلعة. القياس أحرجنا وتضيف فتحيه محمد "معلمة" أن المرأة عندما ترغب قياس الذهب؛ وتجربته من حيث حجمه ولونه وهل يناسبها أم لا؟؛ تشعر المرأة بالإحراج الشديد، لأن البائع في هذا الموقف يتابع أدق التفاصيل إما ليقنعنا؛ أو ليشاركنا برأيه لاختيار المقاس المناسب، متمنية أن يترك هذا النشاط للنساء؛ فهن أعلم من الرجل بذوق المرأة؛ ويكفي من ذلك أن نأخذ راحتنا بالقياس والشراء. العزل أفضل وتعلق مها العطوي على أن عمل النساء في محلات بيع الذهب أمر جميل جداً، ولكن بشرط أن تكون المحلات منعزلة تماماً عن الرجال، أي بمجمعات خاصة لهن حتى لاتتعرض الفتاة العاملة لمحاولات السرقة من المحل أو "النصب" أثناء شراء ذهب مغشوش. نظرة المجتمع ويرى المهندس جبريل العقيلي أن الجدال في المجتمع لا ينتهي أبداً عن حياة المرأة العملية، وإتاحة فرص العمل لها في كافة المجالات، مشيراً إلى أن موضوع توظيف المرأة في محلات الذهب تتنازعه وجهات نظر متعددة، منها: نظرة المجتمع لها وكيف يكون موقفها، وهناك من يقول أن وقوفها للبيع في مثل هذه المحلات لا يتناسب مع طبيعتها، والبعض ان المرأة ليس لديها خبرة في هذا المجال؛ رغم أنها صاحبة الخبرة الفطرية لكل أنواع المصاغ. وترى الاستاذة مها الرويشد مديرة مركز سيدات الأعمال بالغرفة التجارية بتبوك أن مجال تأنيث محلات الذهب والمجوهرات في المملكة هو تحفيز للمرأة في الدخول إلى عالم الأعمال بمشاريع جديدة؛ وفتح قنوات جديدة للأنشطه النسائية، كما أن العمل بمحلات الذهب والمجوهرات يقضي على البطالة ويزيد من فرص العمل للمرأة بما يتناسب مع طبيعتها. وأضافت أنها لا تمانع في فتح المجال أمام المرأة للبيع والشراء في محلات الذهب والمجوهرات، ويكون تحت ضوابط شرعية وتنظيمية مع المحافظة على خصوصيتها وكرامتها بما يتناسب مع عادتنا وتقاليدنا. واشارت إلى أن من أهم المعوقات التي قد تقف أمامنا في فتح هذا المجال أن الفكرة لازالت جديدة على مجتمعنا؛ ولا يزال هذا النشاط محتكراً وله أربابه الذين يتميزون بالتسويق له بطريقه صحيحة ومقنعة ومصداقية عالية في التعامل؛ ولكن هذا لا يعني دخول المرأة هذا المجال، والانخراط في دورات عمل مكثفة لاتقان هذه المهنة وتسويقها بالشكل السليم.