قدّر تجار المواشي أن تستهلك السعودية نحو مليوني رأس من الماشية خلال شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى أن غلاء أسعار المواشي في الفترة الأخيرة دفع سعوديين إلى تغيير نمطهم الاستهلاكي وتوجههم نحو استهلاك اللحوم المجمدة والمبردة المستوردة من الخارج وتقديمها إلى الضيوف على رغم أن ذلك كان يعد عيباً في المجتمع السعودي حتى وقت قريب. وأشار هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» إلى وجود إقبال كبير على الخرفان الحري، وتتراوح أسعارها ما بين 1000 و 1100 ريال، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المواشي أخيراً ليس سببه التجار، ولكنه يعود إلى الدول المصدرة نفسها. وأوضح صاحب مؤسسة الشلوي لتجارة الأغنام عبدالله الشلوي، أن نمط الاستهلاك لدى المواطن السعودي تغير، وأصبح يتجه إلى اللحوم المجمدة على رغم أن تقديم لحوم مبردة أو مجمدة للضيوف كان يعتبر من العيب في الماضي، مشيراً إلى أن اللجوء إلى اللحوم المجمدة يعود إلى «ارتفاع أسعار الأغنام بشكل كبير، ويقبل المستهلك السعودي على المجمد الأسترالي». وقال إن الكثير من الأغنام التي يتم استهلاكها في السعودية خلال شهر رمضان تأتي من عدد من الدول، مثل استراليا، الصومال، السودان، سورية، الأردن، مرجعاً غلاء الأسعار الحالي إلى المصدرين وليس التجار، مبدياً استغرابه لمنع «وزارة الزراعة استيراد العجول من الصومال بسبب مرض الحمى القلاعية على رغم وجود هذا المرض في أبقار مشاريع الألبان في السعودية والتي لا تؤثر في الإنسان، ويمكن حجر الحيوان المصاب لمدة 20 يوماً مع علاجه». من جهته، أشار صاحب إحدى مؤسسات تجارة المواشي حمود القرشي، إلى أن «هناك إقبالاً في المنطقة الغربية على الحري والذي يتراوح سعره ما بين 950 ريالاً و1000 ريال، والنعيمي السوري الذي يتراوح سعره ما بين 900 و1000 ريال، والنعيمي الوطني الذي يبلغ سعره 1200 ريال، والسواكني الذي يبلغ سعره ما بين 800 و950 ريالاً، والبربري الذي يتراوح سعره ما بين 350 و450 ريالاً». وأكد القرشي أن هناك اتجاهاً من المشترين الأفراد والمطاعم إلى المجمد والمبرد حالياً، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواشي، مشيراً إلى تراجع أسعار الجمال بعد رفع الحظر على استيرادها من السودان، وتراجع سعر الجمال السودانية من 3200 ريال إلى 2800 ريال، ومن المتوقع أن يستمر تراجعها، في حين يتراوح سعر الجمال البلدي ما بين 4 و5 آلاف ريال. وتوقع القرشي أن يستهلك السعوديون خلال شهر رمضان نحو مليوني رأس من المواشي، لافتاً إلى تراجع الثروة الحيوانية في السعودية بسبب غلاء الشعير. واتفق صاحب إحدى مؤسسات بيع المواشي مرضي مناور الشاطري، مع القرشي في أن معدل الاستهلاك خلال شهر رمضان المبارك يصل إلى مليوني رأس، لافتاً إلى أن تجار المواشي تكبدوا خسائر كبيرة في استيراد المواشي، لأنه إذا وجدت رأس مصابة من الماشية تتم إعادة الكمية كاملة والتي قد تبلغ 20 ألف رأس، وعلى حساب المستورد، وتتكلف كل رأس ما بين 7 و8 دولارات في النقل.