أصبح الحديث عن الرحلات التابعة للخطوط السعودية بمطار حائل الإقليمي هو السائد بالنسبة لأهالي المنطقة، فقد تطورت المشكلة بصورة غير معهودة، الأمر الذي أرهق كاهل المواطنين، نظراً لتقليص الرحلات مما أعاق حركة الطيران وعزوف الناس عن السفر بالجو، والاستعاضة بوسيلة النقل البري، الذي هو الخيار في ظل الظروف الطارئة التي نجمت مؤخراً . "الرياض" رصدت أراء الأهالي حول القضية والمسؤولين بالمنطقة. ما موقف هيئة الطيران المدني؟ يقول "خالد الصبي" أن قرار الخطوط السعودية تقليص عدد رحلاتها المتجهة من وإلى حائل هو قرار غير صائب، وله أضرار ومخاطر جمة على المنطقة، وله أيضاً تداعيات سلبية على الجوانب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية خصوصاً في هذا التوقيت، أن هذا القرار لم يراع أبداً معاناة المرضى بل زاد الطين "بلة"، فمقابل القصور في الخدمات الصحية، تزداد معاناة مرضانا بعدم وجود وسيلة نقل تمكنهم من متابعة وضعهم الصحي خارجها، كما أننا لا نعلم سببا مقنعا يجعلهم يقلصون الرحلات المتجهة إلى منطقة حائل تحديداً، رغم أن جميع مقاعدها مشغولة ولا يوجد مقاعد شاغرة؛ بسبب صغر الطائرات المخصصة، فلو كانت نسبة المقاعد الشاغرة كثيرة لوجدنا لهم عذراً، وقلنا إن العمل بالأسلوب التجاري والاقتصادي يحتم ذلك لكن الواقع خلاف ذلك، حيث لا يوجد شواغر بل إن قوائم الانتظار طويلة جداً. وأضاف "الصبي" أن المنطقة تعيش نهضة كبيرة، وازديادا في عدد السكان، وتوسعا في النشاط الاقتصادي والسياحي، مما زاد الحاجة إلى خدمات النقل الجو بشكل أكبر، إلا أننا هذا القرار يسير بالاتجاه المعاكس للواقع والحاجة الفعلية التي تفرضها حاجة الاقتصاد والسوق والمجتمع!، ويبقى السؤال أين دور هيئة الطيران المدني؟، مشيراً إلى أن تفسح المجال لشركات خليجية أو عالمية متمكنة من تغطية حركة النقل الداخلي، وفق اتفاقية وشروط ومعايير قياسية، تأخذ بالاعتبار جميع المحطات الداخلية دون استثناء، وكذلك نوعية الطائرات وحجمها وحداثتها، وعدد الرحلات لكل منطقة. سبب في الركود الاقتصادي وعلق أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بحائل الأستاذ "علي العماش"، بقوله: إن تخفيض عدد الرحلات الجوية المجدولة لكل من الرياضوجدة وإيقاف خط رحلات المنطقة الشرقية نهائياً، يحد من جهود التنمية بالمنطقة، وسيساهم في عزلها "جوياً" عن العالم الخارجي، خاصة بعد توقف الشركات الأخرى عن تقديم هذه الخدمة قبل شهر تقريباً، وقال إن القطاعات الاقتصادية سوف تتأثر سلباً بهذا التخفيض، ومن أهمها القطاع السياحي، وما يرتبط به من فنادق، وشقق، ومطاعم، ومحلات تأجير سيارات، ورحلات، ومكاتب سفر وغيرها، وقطاع النقل البري، وقطاع خدمات الشحن الجوي، وقطاع التعليم والتدريب، وعدد كبير من أنشطة قطاع الخدمات، هذا فضلاً عن أصحاب العقود المرتبطة مع المطارات لتقديم خدمات الوجبات والمواقف والصيانة والتشغيل وسيارات الأجرة. نريد حلا عاجلا؟ واشتكى رجل الأعمال "بدر المعجل" من الوضع الراهن الذي يحصل بالمطار، فتقليص الرحلات إلى أعداد قليلة، وتوقف الشركات الأخرى يعتبر أثراً سلباً في دائرة التنمية والاقتصاد، مؤكداً أنه يجب حل المشكلة عاجلاً بتدخل من الجهات المعنية؛ لأن هناك خسائر فادحة في حركة التنمية والسياحة، وعدم قدرة رجال الأعمال والمستثمرين للزيارة والاطلاع، باعتبار أن حائل هي بنظر الجميع إحدى الوجهات السياحية المفضلة، وطالب بأهمية اتخاذ جهات الاختصاص بزيادة الرحلات إلى خمس رحلات يومياً. المشلكة "قديمة" وليست حديثة! وتوقع "إبراهيم الغسلان" أنه إذا استمرت مشكلة الرحلات بمطار حائل قد تعصف بموسم سياحي، وتسبب كسادا في الاتجاه السياحي والاقتصادي، لافتاً إلى أن من الواجب على الجهات مراعاة زيادة الرحلات كما هو في السابق. وتحدث "سعود الحماد" عن هذه المشكلة التي وصفها بأنها ليست جديدة ولكن نعاني منها من سنوات، قائلاً: والدتي مريضة ولها مراجعات طبية في الرياض، حيث اضطر إلى السفر بها براً، وأحيانا اذهب عن طريق مطار القصيم إلى الرياضوالشرقية، وكلنا أمل في تدخل جهات المعنية لحل المشكلة.