فيما كانت “إمبراطورة العقارات” قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ القرار المصيري، لاسيما بعد أن التقت بالفعل بعدد ممن وقع عليهم الاختيار المبدئي ليكون أحدهم العريس المحظوظ، اضطرت العروس المليونيرة إلى تأجيل اتخاذ القرار والتريث فيه لمزيد من التأني والتدبر بعد أن كادت تسقط بين براثن نصاب أوهمها بمعسول الكلام أنه العريس الذي تبحث عنه، والمستوفي لكل شروطها.. لكن القدر أنقذها في اللحظة الأخيرة وكشف حقيقته.. تابعوا أحدث أخبار الإمبراطورة.. مع تكدس مئات الآلاف من الخطابات في مقر “رؤى” وتسخير المجلة فريق كامل من طواقمها لفحص الطلبات التي ترد دون انقطاع إلى العروس، واختيار الطلبات التي تتفق مع الشروط التي حددتها الإمبراطورة واستبعاد ما دونها، قامت المليونيرة بالاتصال بعدد من أصحاب هذه الطلبات، وأجرت بالفعل مع بعضهم النظرة الشرعية، كما تباحثت أيضا مع المليونيرين اللذين طلبا الزواج منها كما في العدد الماضي، وفيما كادت الإمبراطورة تتخذ القرار الحاسم الذي تدرك جيدا أنه ليس بالأمر السهل، بل ينبغي التريث فيه لكونه قرارا مصيريا يربط حياتها بتجربة جديدة لا تريد لها الفشل كما حدث في السابق، أمسكت العروس عن اتخاذ القرار المصيري بغتة.. وكان السبب عريس نصاب. النصاب كامل الأوصاف لفت انتباه العروس طلب تقدم به رجل مستوفٍ لجميع الشروط التي وضعتها الإمبراطورة، وفوق ذلك أسهب في تعديد المزايا التي يتمتع بها، لحد أنه كما يقولون أصبح “كامل الأوصاف”، وبالفعل تحدثت إليه الإمبراطورة هاتفيا، ووجدت في حديثه جاذبية غريبة، ولباقة فائقة، وقدرة عجيبة على السيطرة وأخذ زمام الحديث والأمور.. لكن “فتون” ليست هي المراهقة التي تنخدع بكل هذه الأمور، فقد عمدت إلى فريق من المعاونين لها وطلبت إليهم التحري عن هذا العريس “كامل الأوصاف”، وكانت المفاجأة كذبه في كثير من المعلومات التي وصف بها نفسه، بل واتضح أيضا أنه معروف بالخداع والنصب والانتهازية، وأنه يبحث عن المال بأية وسيلة كانت. خلال أسبوع تقول الإمبراطورة: كنت بالفعل على وشك اتخاذ القرار، لكنني بعد تجربة هذا المخادع أطلب منكم فترة لعدة أيام حتى أحسن اختياري، لأنني لن أضع أصبعي على شخص إلا بعد أن أتيقن تماماً بأنه المناسب, ولا أخفيكم أنني بصدد الاختيار النهائي، لكن هناك أمورا أخرى تجعلني أؤجل موعد عقد القران، منها تجربتي مع هذا النصاب، وأيضا سفر ولي أمري (شقيقي) الذي سوف يعود خلال أسبوع لنعلن الزواج رسمياً من خلال مجلة “رؤى” أيضاً حفاظاً منا ومنهم على مصداقية الطرح. المتزوجون يمتنعون مفاجأة أخرى كشفت عنها الإمبراطورة في هذا العدد، حيث أكدت أن اختيارها سيقتصر على المطلقين والأرامل والبالغين من العمر ما فوق الخمسين عاماً, مؤكدة أنها لن تقبل بأي رجل متزوج تجنباً لأي عواقب وخيمة أو حقد من بعض الزوجات غير المتفهمات للتعدد. الطريف أن بعض المتقدمين أرسلوا بسيرتهم الذاتية طالبين وظائف، وبعضهم طلب مرتبا شهريا على أن يترك العمل, فردت عليهم المليونيرة قائلة: “أنا لم أفتح باباً لاستقبال الوظائف يا سادة, بل أريد زوجا على سنة الله ورسوله, يتحمل معي أعباء المعيشة أيضاً.. كما اتضح أن أحد المتقدمين زوج لإحدى قريبات الإمبراطورة.. بينما أرسل رجل من وزارة المياه والكهرباء شهادة تعريف براتبه موضحاً أنه 16.245 ريال (ستة عشر ألف ومائتا وخمسة وأربعين ريالا). ألف سؤال (قيل عني ما قيل، وكثر اللغط والسؤال, وكأني اخترقت السماء بالعجال, وكل ما قيل عني وقال، ونحن شعب القيل والقال وشعب المملكة والعقال, وكل لديه ألف سؤال، لم كل هذا اللغط والجدال, ألأني طرقت باب الحلال, أليس لنا في أمنا خديجة زوجة الرسول خير مثال, أنا بنت تبع وحمير وبنت عدنان وقحطان, أنا حفيدة الخنساء وأخت رجال)... فتون. رسالة هارب من ثقوب العبثية في البدء، أتمنى أن تتحملوا عثرات فكري وقلمي الحائر، فلست بذاك الأديب الذي يقبع في أحد القصور!!, ينفث سيجاره الكوبي، يبحث عن تكمله لفصول روايته المخملية في العصور الوسطى!!, رجل شرقي لفحت وجهه الشمس!!, وشاعر يتسكع في أزقة زمنه!!, طفل على جبينه يستحم المساء!, ضع رسالتي تحت بند حوار هارب من ثقوب العبثية سأستعير مع الاعتذار للشاعر الكبير الجواهري معاك: لم يبق عندي ما يبتزه الألم حسبي من الموحشات الهم والهرم لم يبق عندي كفاء الحادثات أسى وكفاء جراحات تضج دم وحين تطغى على الحران جمرته فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم الحكاية بدأت على شفاه ذاك العراب!!, عندما كان يجلس على ربوة!!, واخرج من جيبه لفافة أشعل من خلالها شرارة البقاء, حينها حالة طارئة أصابت الذاكرة المشروخة عندما يضيع منك كتاب العمر وما به سوى خربشات أماني كسيحة مذيلة بهامش متعرج!!, حينها ترتسم على الشفاه المتشققة ابتسامة عنوانها الأسى ولحظة انكسار تعتريك!!, وشعور لذيذ يستميلك طرباً!!, انك كنت مجرد مغفل اختلطت عليه ظلال الصور فتمنى لو كان ضريراً!!, النساء كالمدن كل واحدة لها بريق!!, فأنا أبحث عن روما أو أثينا!!, أبحث عن أنثى نصف وزنها كبرياء!!, أنشودة تغني للأزمنة المهجورة!, وعطر منثور على كل واجهة مدينة أصابتها سنين الضياع!, تشبه شجر الصندل يعطر فأس قاطعه!, معذرة سيدتي أن كنت تجاوزت في طلباتي فأنا أبحث عن أنثى وليس تمثال شمع لا يخرج منه حرارة عاطفة!!, إذا تزوج الرجل امرأة عاقلة أصبح لها خادماً وإذا تزوج امرأة حمقاء أصبح فيلسوفاً!!, أكلمك من واقع أنني متزوج اثنتين. “وفي نهاية الرسالة كتب إيميله ورقم هاتفه وأنه يبلغ من العمر 39 عاماً”.