المزاح في كثير من الأحيان مفتاح من مفاتيح الشر كما هو معلوم لأنه قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة ولكن الإنسان لا يستغني عن شيء من المزاح فلذا وضع العلماء له ضوابط معينة حتى يكون المزاح جائزاً فلذلك قال العلماء : لا بأس بالمزاح إذا راعى المازح فيه الحق وتحرى الصدق فيما يقوله في مزاحه وتحاشى عن فحش القول . فهناك من لا يفرق بين الجد و المزاح في حياته اليومية و في تعامله مع الآخرين . ... هناك من يخلط بين الطيبة و عدمها و بين الجد و المزاح !! ومن هؤلاء بطل قصتنا إذ لم يتوقع أصدقاء أحد المقبلين على الزواج أن رسالة "sms"التي أطلقها أحدهم ستكون وبالا على صاحبهم وسبباً مباشراً في إنهاء ارتباطه بفتاة أحلامه. وتعود تفاصيل القصة إلى أن عددا من الشباب بدءوا ليلة سمرهم بالمزاح والنكات والقفشات الشبابية التي يتخذونها لتزجية وقتهم بإحدى الاستراحات ، وكان لهم صديق قد ارتبط في وقت قريب بفتاة من إحدى الأسر الكريمة ، بعد أن أتمّ عقد نكاحها ،فما كان من أحدهم إلا أن أتى بفكرة ساذجة وجدت الترحيب من بقية الأصدقاء، حيث راهن على استفزاز صاحبهم لإثبات رعونته وتسرعه في كثير من المواقف ،وكان الرهان على جلب خروف(وجبة عشاء) للجميع إذا ما فشل في تحقيق وعده وكسب الرهان ليقينه بسهولة المهمة في تحقيق مقصده، حيث لم يكن ذلك الشاب المستهدف متواجدا تلك الليلة. وبعد اتفاقهم على ذلك بادر الشاب الأرعن بتدوين رسالة نصية "sms" تحوي اسم مخطوبة الشاب ومقر إقامتها،وبعد الانتهاء من كتابة الرسالة قام بإرسالها من هاتف مجهول لصديقهم ،وحين وصلت الرسالة إلى بريد الوارد بهاتف الشاب صعق بمحتوى الرسالة ماجعله يعيش حالة هستيرية، وبعد تفكير لم يتجاوز دقائق معدودة استقر به التفكير إلى إنهاء علاقته بمخطوبته، فاخذ يتصفح قائمة الأسماء بجواله حتى وصل إلى اسم والد الفتاة ليجري اتصالا به معلنا طلاقة لابنته بدون ذكر الأسباب التي حملته على هذا التصرف ،فما كان من والد الفتاة إلا أن طلب من الشاب الحضور إلى المنزل أو ضرب موعد لمقابلته لمعرفة الجوانب الخفية في القصة، وبعد محاولات مضنية وافق الشاب على مقابلة والد الفتاة ليروي له الشاب القصة ويطلعه على تفاصيل الرسالة التي جعلته يمر بحالة نفسية سيئة فما كان من والد الفتاة إلا أن أقسم يمينا غليظة بأن لا يتم هذا الزواج لسوء تصرف الشاب وشكه في عفة ابنته وتربيتها وجرحا لمشاعره.