اشتعلت الخلافات وتضاعفت الصراعات والانقسامات داخل أسوار نادي الطائي، وشقت التحزبات صفوف رجالاته، ودخل النادي نفقا مظلما ينبئ بمستقبل لا يبشر بخير ينتظره، وذلك بعد أن أعلنت الإدارة الحالية تراجعها عن الاستقالة التي تقدمت بها رسميا لمكتب رعاية الشباب في حائل الفترة الماضية، والتمسك بكرسي رئاسة النادي، قاطعين الطريق على عديد من محبي النادي ورجاله الحقيقيين الذين عزموا على انتشال النادي ولم شمل أبنائه وإنقاذه من وضعه الذي يعد الأسوأ في تاريخ النادي، وأثار استمرار الإدارة الحالية غضب كثير من رجال وجماهير ومحبي الطائي والذين نادوا مرارا برحيل الإدارة بعد ما عملت الموسمين الماضيين وقدمت كل ما لديها في إدارة دفة قيادة النادي، وفشلت في تحقيق مراد الطائيين وهدفهم جميعا وهو الصعود لدوري زين السعودي، أو بناء فريق يعد القاعدة الحقيقية للنادي مستقبلا، مسجلين إنجازا في بقاء الفريق في الدرجة الأولى لموسم ثالث على التوالي يجير باسمها في تاريخ الطائي، وانشق الصف الحاتمي إلى نصفين، شق يطالب برحيل الإدارة، والشق الآخر وهو القلة يطالب باستمرارها، ولم يستطع علي الجميعة رئيس هيئة أعضاء شرف النادي السيطرة على الوضع الراهن، وما يحدث في صفوف النادي وتقريب وجهات النظر بين رجاله، وفشل في لم الشمل ونبذ الخلافات بينهم رغم سلسلة من الاجتماعات التي عقدها مع الطرفين، ما دفع كثيرا من رجالات الطائي إلى الاستنجاد بالأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب للتدخل السريع لإنقاذ النادي، وحل النزاع وإعادة لم شمل الطائيين والبحث عن المصلحة العامة للنادي. وحيال ذلك أكد حمود الضمادي عضو شرف النادي أن الطائي يعيش في فترة مأساوية لم تمر عليه طيلة تاريخه، فالانشقاقات والصراعات دهمت النادي وقسمت رجاله إلى صفين متضادين، مضيفا "لم أتوقع يوما من الأيام أن تشهد اجتماعات الطائي الفوضوية والعشوائية وصراخ الألسن وممارسة البعض التطاول والتقليل، في حق شخصيات طائية لها وضعها الاجتماعي والوظيفي قبل الرياضي بهذه الصورة السوداوية التي شاهدتها في الاجتماع المختصر الأخير، الذي جمع عددا قليلا من رجالات الطائي من أجل تنصيب رئيس جديد". وطالب نائب رئيس الطائي الأسبق إدارة الطائي الحالية بالرحيل قبل أن يتحول كيان الطائي لضحية عناد ومكابرة على حساب عودته لمكانه الطبيعي. مؤكدا أن رحيل الإدارة الحالية يعني رحيل الخلافات والصراعات وإغلاق ملفات كبيرة من الإخفاقات، والتي تحققت مع الأسف في عهد الإدارة التي دخلت بتاريخ جيد لخدمة النادي على مدار سنوات طويلة، ولكن عودتها كشفت عن وجوه أخرى لا تعرف إلا الأنانية والذاتية، بل وصلت لنرجسية موحشة، وهنا أحب أن أذكر أخي وصديقي فهد الصادر رئيس النادي بحديث له عندما هاجم إدارة الطائي السابقة بقوله "وجودهم يعني الانشقاق والفرقة داخل أركان البيت الحاتمي ولو كان هو الرئيس لأعلن الرحيل"، واليوم يعيد التاريخ نفسه ويدعو "الصادر" ليكتب حروف الشجاعة بدلا من حروف الوصاية، ويعلن الابتعاد حفاظا على سيرته وصورته أمام جماهير ناديه الغفيرة التي ملت انتظار عودة الفريق لمكانه الطبيعي، والذي لن يتحقق إلا برحيله ورحيل جيل السبعينيات حسبما قاله مدرب الفريق التونسي محمد ألدو الذي نطق متأخرا بأسرار الفريق الفنية، وشخص الحال، ووضع العلاج ورحل وفي فمه ماء، وهذا يدعوني للقول إن لكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والطائي اليوم يبحث عن رجال الزمن الجديد، زمن المال والاحتراف، زمن الاستثمار وصناعة النجوم، وليس زمن الهواية وأفكار روابط الأندية الفقيرة التي انطوت مع النقلة والنهضة النوعية الرياضية التي تعيشها رياضتنا السعودية بقيادة الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل وحرصهم على دخول الأندية السعودية عصر الاحتراف، وتأسيس البنية التحتية للاستثمار الرياضي الأفضل، وتحويلها لكيانات تجارية رياضية تحقق من خلالها عوائد مالية تغني الأندية عن السؤال والبحث عن الحال.