يطوي منتخبنا عصر اليوم الاثنين صفحة كأس العالم 2018 من خلال «دربي العرب» عندما يلاقي المنتخب المصري الشقيق على استاد فولجوجراد ارينا ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الأولى في المونديال، وودع «الأخضر» البطولة رسمياً عقب خسارتيه في أول جولتين أمام روسيا صفر-5 وأمام الأوروغواي صفر-1، وهو الحال ذاته بالنسبة ل»الفراعنة» الذين تعرضوا لهزيمتين أمام الأورغواي صفر-1 وروسيا 1-3، ولا تتجاوز أهمية مباراة الليلة بين المنتخبين تحسين الصورة وإضافة النقاط لرصيديهما، كونه لم يجمع أي منهما أي نقطة بسبب الخسارة في أول جولتين، وهو ما جعل الأمور تُحسم في المجموعة بتأهل روسيا والأورغواي، وباتت أهمية الجولة الأخيرة تكمن في تحديد متصدر المجموعة ووصيفه من خلال مواجهة المنتخبين، بالإضافة إلى محاولة منتخبنا ومصر الهرب من المركز الأخير في المجموعة. المواجهة القوية التي تحمل نكهة عربية خالصة يُنتظر أن تسجل حضوراً فنياً عالياً، في ظل عدم وجود أي ضغوطات على اللاعبين، بسبب أن المباراة بدون حسابات باستثناء مصالحة الجماهير والمحبين بتحقيق الفوز والنقاط الثلاث، كما تعرف المباريات العربية بقوتها وإثارتها سواء في المونديال أو في أي منافسات أخرى، كل هذه المؤشرات تجعلنا نتنبأ بمواجهة قوية ومثيرة وممتعة بين «الصقور الخضر» و»الفراعنة». منتخبنا قدم مستوى كبيرا أمام الأورغواي في الجولة الماضية، بعد أن غيّر المدرب الأرجنتيني خوان بيتزي بعض قناعته وصحح الأخطاء، وساعده في ذلك روح وإصرار اللاعبين، إذ خسر بصعوبة وبخطأ فردي، وهو ماقد يجعل بيتزي يتمسك بذات التشكيلة الأساسية التي بدأ بها أخر مباراة، باستثناء استبدال لاعبي الوسط المصابين تيسير الجاسم وهتان باهبري، فيما لم تتضح الصورة بعد حول مصير الحارس محمد العويس وإمكانية استبداله بزميله ياسر المسيليم، كون الأول ارتكب خطأ فادحا أمام سواريز استغله الأخير بتسجيل هدف فوز منتخب بلاده، وسيبحث الهجوم السعودي المتواضع عن تسجيل حضوره بالوصول إلى شباك الخصم إذ لم يفلح منتخبنا في تسجيل أي هدف حتى الآن واستقبلت شباكه ستة أهداف. على الطرف الآخر، خيّب منتخب مصر آمال وطموحات جماهيره التي كانت تمنّي النفس برؤية منتخب بلادها متأهلاً عن المجموعة، خصوصاً وأن شعاره يرتديه عدد من النجوم الأساسيين في أقوى فرق العالم، وفي مقدمتهم مهاجم ليفربول محمد صلاح ولاعب وسط أرسنال محمد النيني وغيرهما من النجوم البارزين، ويواجه المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي سينتهي عقده مع المصريين اليوم، حملة شرسة في الوسط الرياضي المصري، بسبب تواضع أداء المنتخب المصري، ويأمل أن يحسن صورته لدى المصريين على حساب منتخبنا من خلال الفوز. ويبحث المصريون اليوم عن تسجيل رقم جديد في تاريخ كأس العالم، من خلال مشاركة الحارس عصام الحضري التي ستجعله اللاعب الأكبر في تاريخ المونديال، إذ يبلغ 45 ربيعاً، لكن كوبر لا يزال متمسكاً بالحارس أحمد الشناوي، ويرى عدم جاهزية الحضري، لكن محاولات اتحاد القدم المصرص بإشراكه ماتزال قائمة. ويتفوق المنتخب المصري على منتخبنا في المواجهات المباشرة، فالتاريخ يقول بأنهما التقيا في ست مناسبات، لم ينتصر «الأخضر» إلا في مباراة كأس القارات الشهيرة بالمكسيك عام 99 وذلك بنتيجة كبيرة 5-1، أما بقية المباريات فكانت لمصلحة المصريين بواقع أربعة انتصارات وتعادل يتيم. وسيقود المواجهة تحكيمياً طاقم حكام كولومبي مكون من ويلمار رولدن، ويساعده مواطناه ألكسندر جزمان وكريستيان دي لا كرو، والحكم الرابع من كوستاريكا ريكاردو مونترو، وسبق للكولومبي ويلمار رولدن قيادة مباراة تونس وإنجلترا، وحصل رولدن على الشارة الدولية في 2008، وشارك في قيادة مباراتين في كأس العالم 2014. اما استاد فولجوجراد أرينا الذي سيحتضن اللقاء فهو يقع في مدينة فولجوجراد التي تقع جنوب شرق الجزء الأوربي من روسيا وتبعد 918 كم عن العاصمة موسكو، وبُني الملعب العام 2018 في موقع الملعب المركزي، على سفح نصب الحرب التذكاري ماماييف كورجان، ويتسع لقرابة 45 ألف مشجع.