يدخل فريق بايرن ميونيخ الألماني مباراة الإياب في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم ضد ريال مدريد الإسباني، رافعا شعار "الحرب لم تنته بعد"، في سعيه لقلب تأخره ذهابا على ملعبه 1-2. ويتعين على العملاق البافاري أن يقدم أفضل ما لديه اليوم الثلاثاء على ملعب "سانتياغو برنابيو" لقلب تخلفه ذهابا، في مباراة كان فيها الأفضل وأهدر لاعبوه فيها العديد من الفرص السانحة للتسجيل. وسمح الخطأ القاتل الذي ارتكبه المدافع البرازيلي رافينيا للبديل ماركو اسينسيو بتسجيل هدف الفوز للريال في الشوط الثاني، ومنح الفريق "الملكي" أفضلية كبيرة على أرضه، إذ يتطلع فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى بلوغ النهائي الثالث له تواليا في المسابقة الأوروبية. ويسعى النادي "البافاري" بقيادة مدربه المخضرم يوب هاينكس (72 عاما)، إلى تكرار الإنجاز الذي حققه بقيادته أيضا في 2013، بإحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، وحسم بايرن لقب "البوندسليغا" للموسم السادس تواليا، وسيخوض نهائي كأس ألمانيا ضد اينتراخت فرانكفورت في 19 مايو المقبل. وعكس المدافع النمساوي دافيد الابا الذي سيعود في الإياب بعد غيابه عن الذهاب بسبب الإصابة، تصميم لاعبي بايرن قبل مباراة اليوم بالقول: "سنقدم كل ما لدينا في مدريد". ولبايرن تجربة على هذا الصعيد وتحديدا في ربع نهائي الموسم الماضي إذ خسر أمام ريال مدريد بالذات 1-2 ذهابا في ميونيخ، وقلب النتيجة إيابا في مدريد، وجر منافسه إلى وقت إضافي لم يحسن استغلاله فسقط 2-4 وخرج من المنافسة بقيادة مدربه السابق الايطالي كارلو انشيلوتي. وأراح هاينكس معظم الأساسيين وبينهم ريبيري، وأشرك تشكيلة احتياطية بمعظم عناصرها ففازوا 4-1 السبت في الدوري على اينتراخت فرانكفورت الذي يدربه حاليا خليفة هاينكس في الموسم المقبل الكرواتي نيكو كوفاتش. وربما يكون المهاجم ساندرو فاغنر، صاحب الهدف الثالث في مرمى اينتراخت في مباراة السبت والذي يطلق عليه المدرب هاينكس لقب "المقاتل"، مفتاح الفوز على ريال مدريد. وغاب فاغنر عن مباراة الذهاب، لكن من المرجح بقوة ان يدفع به هاينكس لدعم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي في خط الهجوم، ومتابعة عرضيات ريبيري الخطيرة. وربما تكون المباراة الأوروبية الأخيرة لريبري الذي ينتهي عقده مع النادي "البافاري" في يونيو وينتظر تجديده لعام إضافي على غرار الجناح الهولندي السريع اريين روبن (34 عاما) المرجح غيابه عن الإياب بعد خروجه مصابا في مباراة الذهاب. وانضم ريبيري إلى بايرن في 2007، وهو صاحب الرقم القياسي كلاعب إجنبي إذ خاض معه 247 مباراة حتى الآن في الدوري المحلي سجل خلالها 80 هدفا، كما انه يتشارك في الرقم القياسي لعدد الألقاب (ثمانية ألقاب) مع المعتزلين الحارس أوليفر كان والقائد فيليب لام ومحمد شول ولاعب شيكاغو فاير الأميركي حاليا باستيان شفاينشتايغر. ولم يبق من الفريق الفائز بدوري الأبطال 2013 سوى أربعة لاعبين سيشاركون في مباراة اليوم هم ريبيري وتوماس مولر وألابا والإسباني خافي مارتينيز. وبعد خمسة أعوام من لقبه الخامس والأخير، لا يزال بايرن ميونيخ يحلم بخوض نهائي المسابقة الأوروبية في 26 مايو على الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف. ويأمل ريال مدريد الإسباني في تكرار سيناريو الموسم الماضي وبلوغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الثالثة تواليا وال16 في تاريخه، وللمرة الثانية في غضون 12 شهرا، ويقف التاريخ ضد بايرن إذ لم ينجح سوى فريق واحد في تاريخ المسابقة القارية في تعويض خسارته ذهابا على أرضه وبلوغ النهائي، وهو أياكس امستردام الهولندي الذي خسر على أرضه في موسم 1995-1996 ضد باناثينايكوس اليوناني صفر-1 ثم فاز ايابا على ملعب الأخير 3-صفر. وبعدما أصبح الموسم الماضي أول فريق منذ انطلاق مسابقة دوري الأبطال بصيغتها الحالية يحتفظ باللقب، يقف ريال مدريد على بعد 180 دقيقة من أن يصبح رابع من يتوج بلقب أبرز مسابقة أوروبية لثلاثة مواسم متتالية. وكان النادي الملكي نفسه أول من يحقق هذا الإنجاز في كأس الأندية الأوروبية البطلة (خمس مرات متتالية بين 1956 و1960)، ثم لحق به أياكس أعوام من 1971 حتى 1973 وبايرن بين 1974 و1976. لكن على ريال التفكير أولا بمباراة اليوم التي ستكون ال26 بين الفريقين (رقم قياسي في تاريخ المسابقات الأوروبية وفاز ريال 12 وبايرن 11 وتعادلا مرتين) والمواجهة السابعة بينهما في نصف نهائي المسابقة. وحتى أن مدربين كبار مثل الأسكتلندي اليكس فيرغوسون والبرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني جوسيب غوارديولا أحرزوا اللقب مرتين فقط خلال مسيرة طويلة في الملاعب، أقله بالنسبة للأولين، فيما توج به زيدان في موسميه الأولين كمدرب وهو على بعد مباراتين من الثالث.