اُختتمت الليلة قبل البارحة بطولة البلوت التي نظمتها الهيئة العامة للرياضة بعد أن حقق بطولتها الفريق المكون من بدر وماجد أبوحيمد، وكان التفاعل الشعبي مع هذه البطولة كبيراً جداً وصداها أكبر، وهذا شيء متوقع لما للعبة البلوت من جذور راسخه في كل بيت سعودي حيث إنها الرئة الترفيهية التي يتنفس بها السواد الأعظم من السعوديين خصوصاً الرجال بمختلف أعمارهم. وكثيرٌ من الآراء تحدثت عن هذه البطولة قبل وأثناء وبعد منافساتها ما بين مؤيد ومعارض، فالمؤيدون يرون أننا في حاجة لمثل هذه البطولات التي تساعد على التفكير والنشاط الذهني، كما يرى البعض أن هذه البطولة ستكون داعما قويا للعبة البلوت صاحبة الشعبية الأولى في المجتمع السعودي والتي يجب تطويرها والتشجيع على بقائها في ظل ثورة الألعاب الإلكترونية المنافسة. على الصعيد الشخصي أرى ان تنظيم مثل هذه البطولات أصبح أمراً مهماً ومطلباً ملحّاً، لاسيما ونحن نشهد تحولاً وطنياً كبيراً على كافة الأصعدة لعل أهمها الجانب الاقتصادي الذي يحتاج إلى تغذيته بتنويع البطولات الرياضية وإقامة الانشطة الترفيهية الخلاقة الإبداعية، مما يخلق فرصاً ذهبية قد تسهم ايجاباً في الاقتصاد السعودي وإن كانت بشكل غير مباشر. وبطولة البلوت إذا استمرت بنفس القوة والحماس في الأعوام المقبلة وتعاملنا معها كمنتج وطني يستحق الاهتمام والتسويق، فإن ذلك سيخلق لها سوقاً خصوصاً وسينجذب لها الرعاة والمعلنون، وقد نصل معها إلى الاحتراف وبها إلى العالمية. ولنحقق ذاك الهدف نحتاج أن تستمر هيئة الرياضة في مجهوداتها الواضحة، ونشاطها الملموس، في تنويع الأنشطة وخلق حراك رياضي ترفيهي متسلسل ومستمر طوال العام، كما فعلت مع بطولة العالم للشطرنج وبطولة سباق السيارات العالمي والماراثون الكبير في الرياض، وبطولة البلوت التي اختتمت للتو، إضافة إلى البطولات القادمة كالمصارعة الحرة التي ستقام هذا الشهر والملاكمة العالمية التي ستقام الشهر المقبل. وقتها سنبدأ مرحلة جديدة مليئة بالتنوع في الأنشطة الرياضية والترفيهية وسنجني الشيء الكثير رياضياً وترفيهياً واجتماعياً وبلاشك اقتصادياً. وعندما نقول رياضياً فالمقصود أن الرياضة في المملكة لن تقتصر فقط على كرة القدم وقليل من الألعاب الجماعية الأخرى، بل ستشمل رياضات أخرى متنوعة كما نشاهد هذه الأيام من بطولات متتالية، وعندما نتحدث عن الترفيه والمجتمع فنحن نتحدث عن خيارات ترفيهية جديدة ستلبي رغبات شرائح مهمة من المجتمع كما حدث لعشاق البلوت، أما اقتصادياً فبحول الله أننا مع مرور الوقت سنجني العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة من إقامة البطولات العالمية والأنشطة الترفيهية إذ إن نسبة تشغيل الفنادق والمطاعم والنقل العام سترتفع خلال تنظيم مثل هذه البطولات إضافة إلى خلق وظائف مؤقتة وقد يكون بعضها دائماً، ناهيك عن مداخيل بيع التذاكر والإعلانات والنقل التلفزيوني والضرائب التي ستدخل خزينة الدولة، وكل ذلك سيكون مساهمة فاعلة من الرياضة السعودية لدعم الاقتصاد السعودي.