تواجه 30 أكاديمية سعودية في الرياض خيار الاستغناء عنهن من قبل إدارة جامعة الأميرة نورة وذلك بعد توقعيهن لعقود يمتد بعضها لثلاث سنوات، وذلك بعدما خيرن بين الاستبعاد أو العمل في جامعة الحدود الشمالية. وأوضحت معلمات اللغة الإنجليزية أن الحادثة تتكرر كل عام، مشيرات إلى أن تعيينهن تم بعد مقابلة شخصية، وقبل انتهاء فترة الثلاثة أشهر التجريبية تم جمع المعلمات السعوديات، وأخبرن باستغناء الجامعة عن خدماتهن واستبدالهن بمعلمات أجنبيات، أو بتحويلهن إلى مساعدات معلمات بنصف الراتب، أي ثلاثة آلاف ريال. وأشار المعلمات في حديثهن إلى أن ما حدث هذا العام كان أشد بعدما أخبرن بتحويلهن إلى جامعة الحدود الشمالية التي بها وظائف تعليم لغة إنجليزية، فأصبحن مخيرات إما بالقبول أو الاستغناء عنهن بعد توقيع عقود بعام وعامين وثلاثة. وأوضحن أن الجامعة تتحجج بأنها بحاجة إلى رفع مستوى سنتها التحضيرية التي تعتمد على اللغة الإنجليزية بشكل أساسي بأن ترفع جودة تدريس اللغة الإنجليزية، حيث يرون أن السعوديات لسن كفؤات بما فيه الكفاية لتولي هذه المهمة. وقالت إحدى المعلمات، رفضت الكشف عن اسمها، في شكواها: "أنا إحدى المتضررات من فصل معلمات اللغة الإنجليزية بالسنة التحضيرية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ونحن مجموعة من المعلمات السعوديات تم التعاقد معنا العام الماضي، والبعض تم التعاقد معهن لمدة عامين، وندرس مادة اللغة الإنجليزية لطالبات السنة التحضيرية، والسنة التحضيرية تشغلها شركات، وبالتالي يتم التعاقد معنا من قبل شركات وليس من قبل الجامعة، ولكن الجامعة هي من تحدد الشروط المطلوبة للمتقدمات والعدد المطلوب والتخصصات المطلوبة، وتم التعاقد معنا العام الماضي وأمضينا معهم عاماً أكاديمياً كاملا، وبعد نهاية العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية بدأوا بالاستغناء التدريجي عن السعوديات وذلك على ثلاث دفعات". وتابعت: "الدفعة الأولى تم الإرسال لهن بداية العطلة الصيفية الدفعة الثانية في رمضان، والدفعة الثالثة- وأنا منهن- لنا وضع مختلف تماماً، وعددنا 27 تقريباً، تم الاتفاق معنا في رمضان على العام الدراسي الجديد وتحديد الراتب وموعد المباشرة، وتعاملاتنا تتم من خلال الايميل (البريد الالكتروني)، وأرسل ايميل يوم الجمعة 24 أغسطس الموافق 6 شوال ترحيب بنا في العام الجديد في جامعة نورة والتي يرمز لها اختصاراً بالإنجليزية (PNU)، ورحبوا بنا في العام الدراسي الجديد وأبلغونا بموعد المباشرة وأوقات العمل لهذا الأسبوع وبالفعل توجهنا للجامعة يوم الأحد 26 أغسطس الموافق 8 شوال فطلبت منا الموظفة توقيع ورقة مباشرة (JOINIG LETTER) وتم التوقيع من قبل جميع الموظفات". وأكملت المعلمة: "حضرنا الاجتماع التمهيدي الذي يقام عادة في الأسبوع الأول وكانت الأمور طبيعية حتى يوم الثلاثاء 10 شوال، حيث أرسلت الشركة ايميل عبارة عن عرض وظيفي في جامعة الحدود الشمالية وعند مناقشة المسؤولة صباح اليوم التالي عن هذا العرض وما إذا كان أرسل لنا بالخطأ أجابت بل صحيح، وعُرض علينا وظائف في جامعة الحدود الشمالية بدلا عن وظائفنا في جامعة نورة"، وتضيف: ولم يقف الأمر عند عرض وظائف في الحدود الشمالية عليهن، بل إن إدارة الشركة اعترفت لهن أن العمادة وبّخت الشركة لأنها تعاقدت مع سعوديات في رمضان، وأمرتها بأن تتخلص من كل المعلمات السعوديات فوراً، وأوضحت رغبتها بالتعاقد مع أجنبيات فقط. وأكملت: "ما بين الشركة وعمادة السنة التحضيرية بجامعة الأميرة نورة تضيع مصائرنا يتقاذفونها مثل الكرة، هناك 400 وظيفة معلمة لغة في هذه الجامعة طردونا منها نحن المواطنات السعوديات ليستبدلوننا بأجانب لماذا؟ من المسؤول عن ذلك وما هي مصلحته؟ خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله أمر بالسعودة، فكيف يتجرؤون على الأمر الملكي ويقومون بتوظيف 400 أجنبية مع وجود السعوديات المؤهلات وذوات خبرة". وحول مؤهلاتهن قالت: "نحن مؤهلات حاملات لشهادات الماجستير والبكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ولا تقل مؤهلاتنا عن البكالوريوس، بينما الأجنبيات غير مؤهلات لأنهن لا يحملن شهادات جامعية في هذا التخصص، البعض منهن كانت تعمل في بلادها بائعة في محل أو مطعم وبالتالي هي غير مؤهلة للتدريس".