تتكرر حادثة مؤسفة كل عام أبطالها جامعة الأميرة نورة ومعلمات السنة التحضيرية للغة الإنجليزية السعوديات، وهي توظيف المعلمات بعد مقابلة شخصية وفلترة طويلة وقبل انتهاء فترة الثلاثة أشهر التجريبية تُجمَع السعوديات ويُخبَرن باستغناء الجامعة عن خدماتهن واستبدالهن بمعلمات أجنبيات، أو بتحويلهن إلى مساعدات معلمات بنصف الراتب، أي ثلاثة آلاف ريال أو، كما في هذه السنة، تحويلهن إلى جامعة الحدود الشمالية التي بها وظائف تعليم لغة إنجليزية. أو تُبلّغ السعوديات بالاستغناء عنهن بعد توقيع عقود بعام وعامين وثلاثة، فيجدن أنهن قد استُغني عنهن قبل انتهاء المدة. الحجة هي أن الجامعة بحاجة إلى رفع مستوى سنتها التحضيرية التي تعتمد على اللغة الإنجليزية بشكل أساسي بأن ترفع جودة تدريس اللغة الإنجليزية التي يرون أن السعوديات لسن كفؤات بما فيه الكفاية لتولي هذه المهمة. الإشكالية متعددة الدرجات، منها أن هؤلاء المعلمات بدأن عملهن واستمررن فيه بناء على مقابلة شخصية ومراقبة عرض لتقديم الدروس بما يكفي لاختبار قدراتهن على الحديث والتعامل مع اللغة، فلماذا تأخذ الإدارة شهرين و28 يوماً تقريباً لتخبر المعلمات بأنهن مستغنى عنهن؟ أين كانت من البداية؟ عدد لا يستهان به من هؤلاء المعلمات تركن وظائفهن في مدارس ومراكز عندما اجتزن المقابلة الشخصية. الإشكالية الأخرى هي أن البديل ليس بالضرورة الكفؤة، فجل المطلوب وفق بعض المدرسات، أن تكون المعلمة الأخرى تحمل الجنسية الأوروبية أو الأمريكية والتي من الممكن أن تكون من أصول لا تعتبر اللغة الإنجليزية لغتها الأم فتتحدث الإنجليزية بلكنة. والكفاءة تنسحب أيضاً على التخصص، فوفق العديد من الشهادات، فإن هؤلاء البدائل من الأجنبيات لا يحملن بالضرورة شهادات في تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، أو كلغة ثانية، أو ما يقابلها من شهادات تبرر هذا التوظيف أو حتى يحملن درجة البكالوريوس من الأساس. لا شك أنه من حق المؤسسة أن تستغني عمن تشاء خلال فترة التجربة، لكن هناك لوائح ومعايير وضعتها وزارة التعليم العالي وينبغي على الجامعات الالتزام بها، من ذلك أن يكون الاستغناء مبرراً، ومن ذلك أن تحمل المدرسة درجة معينة لتدريس مقررات معينة. فتعليم اللغة الإنجليزية يتطلب تخصصاً في هذا الجانب لاسيما التقني منه وهكذا.. فماذا يحدث في السنة التحضيرية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؟ أترككم مع هذه الرسالة من إحدى المعلمات المتضررات: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا إحدى المتضررات من فصل معلمات اللغة الإنجليزية بالسنة التحضيرية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. نحن مجموعة من المعلمات السعوديات تم التعاقد معنا العام الماضي والبعض تم التعاقد معهن لمدة عامين، ونحن نقوم بتدريس مادة اللغة الإنجليزية لطالبات السنة التحضيرية. السنة التحضيرية تقوم بتشغيلها شركات وبالتالي يتم التعاقد معنا من قبل شركات وليس من قبل الجامعة ولكن الجامعة هي من تحدد الشروط المطلوبة للمتقدمات والعدد المطلوب والتخصصات المطلوبة. تم التعاقد معنا العام الماضي وأمضينا معهم عاما أكاديميا كاملا. بعد نهاية العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية بدأوا بالاستغناء التدريجي عن السعوديات وذلك على ثلاث دفعات. الدفعة الأولى تم الارسال لهن بداية العطلة الصيفية الدفعة الثانية في رمضان. الدفعة الثالثة وأنا منهن لنا وضع مختلف تماما: الدفعة الثالثة التي أنا منها وعددنا 27 تقريبا تم الاتفاق معنا في رمضان على العام الدراسي الجديد وتحديد الراتب وموعد المباشرة. وحيث إن تعاملاتنا تتم من خلال الايميل فقد تم إرسال ايميل يوم الجمعة 24 اغسطس الموافق ل 6 شوال ترحيباً بنا في العام الجديد في جامعة نورة والتي يرمز لها اختصارا بالانجليزية PNU (مرفق صورة الايميل) رحبوا بنا في العام الدراسي الجديد وأبلغونا بموعد المباشرة وأوقات العمل لهذا الاسبوع وبالفعل توجهنا للجامعة يوم الأحد 26 اغسطس الموافق ل 8 شوال فطلبت منا الموظفة توقيع ورقة مباشرة (JOINIG LETTER) وتم التوقيع من قبل جميع الموظفات. وحضرنا الاجتماع التمهيدي الذي يقام عادة الاسبوع الاول، وكانت الامور طبيعية حتى يوم الثلاثاء 10 شوال حيث ارسلت الشركة ايميل عبارة عن عرض وظيفي في جامعة الحدود الشمالية وعند مناقشة المسؤولة صباح اليوم التالي عن هذا العرض وما اذا كان أرسل لنا بالخطأ اجابت بل صحيح. لقد تم عرض وظائف علينا في جامعة الحدود الشمالية بدلا عن وظائفنا في جامعة نورة.. إدارة الشركة اعترفت لنا أن العمادة وبختها لانها تعاقدت مع سعوديات في رمضان، وأمرتها بأن تتخلص من كل المعلمات السعوديات فورا وأوضحت رغبتها بالتعاقد مع اجنبيات فقط. ومابين الشركة وعمادة السنة التحضيرية بجامعة الاميرة نورة تضيع مصائرنا يتقاذفونها مثل الكرة أصحاب المصالح والتوجهات المختلفة . هناك 400 وظيفة معلمة لغة في هذه الجامعة طردونا منها نحن المواطنات السعوديات ليستبدلونا بأجانب . لماذا ؟ من المسؤول عن ذلك وماهي مصلحته؟ الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أمر بالسعودة، فكيف يقومون بتوظيف 400 أجنبية مع وجود السعوديات المؤهلات وذوات الخبرة؟ نحن مؤهلات حاملات لشهادات الماجستير والبكالوريوس في اللغة الانجليزية، ولا يقل مؤهل أي واحدة من السعوديات عن البكالوريوس بينما الأجنبيات غير مؤهلات، لانهن لا يحملن شهادات جامعية في هذا التخصص. البعض منهن كانت تعمل في بلادها بائعة في محل او مطعم وبالتالي هي غير مؤهله للتدريس ". إن المؤسسات التي تقوم بعملية الفرز والضبط لمعرفة الأصلح لتدريس اللغة الإنجليزية في غالبها شركات تجارية وتحتاج بدورها إلى من يراقبها ويضبط أنشطتها. إحدى علامات الاستفهام وفق المتضررات أن الشركات تعمد إلى توظيف السعوديات صورياً ومن ثم يسعين لاستخراج تأشيرات لمعلمات أجنبيات، وأن توظيف السعوديات ليس إلا لكسب النقاط التي تسمح بالمزيد من الاستقدام. القضية تتكرر كل سنة والنفوس مليئة بالمرارة وخيبة الأمل في مستقبل كان بالإمكان أن يضم الجميع. نرجو من جامعة الأميرة نورة التوضيح، فالأمر ليس ترفياً.