ما أجمل أن تضع قطعة أو جزء من جسدك في أحدهما تراه كل يوم وهو يحمل شي قطعته وانتزعته من أحشائك ليستقر في أحشائه والأجمل أن هذا الجزء هو فاصل بين أن يعيش أو لا يعيش – بعد فضل الله – وليتمتع وينعم بصحة وعافية ونوم هادئ بعد أن أنهكه المرض و أسهره التعب وأثقل كاهله عناء السفر هنا وهناك بحثاً عن الدواء لداء طال ألمه . كم هي قيّمة تلك الأعمال الجليلة وفي قمة التضحية ومن أنفس صنائع المعروف الذي تصنعه في أقرب الناس لك وأكثرهم حاجة إليك ، وفاء ما بعده وفاء وبر أصدق من الكتب والأنباء ، تعتلي به صدارة أهل الجود والكرم والنبلاء كيف لا وأنت تتنازل عن النفيس ليس لمجرد مريض ولا لمجرد إنسان مر بحياتك وأنت تضع على طبق الإحسان الأغلى و الاثمن لمن به ترتقي أعالي الجنان ، حقيقة تمثلت أمامنا عندما جاد الابن لأبيه بأغلى ما يملك بعضو لا يمكن تعويضه إلا بمثله بعضو إن تعطل سيعاني كما عانى من تبرع له لا يمكن أن أتخيل أو أتصور أن هناك أعظم بر من هذا الذي قام به الشاب الوقور "عبد الرحمن بن عيادة عبد الله خليفه السلماني الشمري" ويستحق ذكر أسمه كاملاً لأنك وأنت تقرأ أسمه كله تتوقف عند أبيه وجده وعشيرته لتتأكد وتتيقن أن ما قام به غير مستغرب "فخليفة الشيخ عبد الله بن خليفة السلماني" يبر ولا يبور يكون أقرب لعمل الخير وقريباً منه تكون صلة الرحم والعطف والإحسان إليه أقرب من سواها تكون كل القيم والأخلاق الإسلامية السمحة إليه أدنى وهي له سمة ومنهاجاً ، يسير على خطى جده ويتتبع خطوات أبيه ويقبل على كل عمل فيه من المعروف والطيب والجود والكرم يحرص على العمل الصالح ولا يبحث عن المصالح ، قرأ القرآن وعلّمه فطبّق حروفه تماماً كما حفظها ، آياته له نبراس وإلهام لكل أمور حياته منها يستنبط الأحكام والأعمال التي تقرّب من الله . في الختام .. عبد الرحمن مثالاً لأبناء جيله وكل الأجيال القادمة للتضحية والإقدام وصنع المعروف في محله والبر بأسمى معانيه عبد الرحمن "يحرص على أحيائها" في وقت حرص غيره على ازهاق أرواح أقرب الناس إليه ، عبد الرحمن هو الصورة المشرقة والأجمل لجيل الشباب المسلم السعودي المعتدل والمحتسب . الكاتب: خالد السمحان