أكدت عاملات المشاغل النسائية أنه ومع بداية فصل الصيف ومواسم حفلات الزفاف، تقبل الفتيات بنسبة عالية على وشم الجسم بالتاتو، الذي يحمل صورا للأرواح أحيانا، وقد اختلفت أهدافهن من وضع هذه النقوش، فمنهن من تضعها بناء على المعتقدات السائدة بدفعها للضر، ومنهن من تقلده مقتدية بنجمات هولويود، في حين يرفض بعض العرسان وبشدة أن تتجه العروس لهذه الموضة الدخيلة، ووجدوا أنها تخدش الحياء. نقش سائر الجسد ونوهت صابرين الشامي مسؤولة في أحد صالونات التجميل بجدة إلى إقبال الفتيات بشكل كبير على نقش الجسم، وتقول: «عاملات المركز يقمن بنقش الحناء و»التاتو» للزبونات، على حسب الطلب، ووضحت، «لدينا مختصات لعمل هذا النقش ولم يسبق لنا قط أن قمنا بعملية الوشم المحفور على الجسم، ولكن نقوم بنقش التاتو كونه جائزا، ولا ضير من ذلك مادامت العروس تبحث عما يجملها ليلة زواجها»، وتشير إلى أنه «سبق أن قمنا بنقش سائر الجسد لكثير من العرائس في العام الماضي، وسوف نبدع في إتقان ذلك أكثر لإرضاء الزبونات هذا العام». وشم شكل «عقرب» وبينت سعاد أحمد أنها مقبلة على الزواج، وقد حجزت موعداً لها في أحد المشاغل، لتقوم بوشم شكل «عقرب» على منطقة ظهرها، مبينة أن خطيبها لا يخالفها في الأمر، بل يشجعها على ذلك، في حين أوضحت أن صديقتها كادت أن تطلق بسبب وشمها على جسدها دون علم زوجها. وأكد الشاب صلاح الشيخي أنه سيتزوج قريباً ويرفض بشكل قطعي أن تكون عروسه مستوشمة على جسدها، مشددا أنه لو وجدها كذلك سينفصل عنها ولن يقبل أن تكون أما لأولاده. محرم شرعا من جانبه، أكد الداعية الشيخ الدكتور عوض القرني ل «الشرق» أن على كل مسلم أن ينتبه لأحكام دينه في سلوكه وأفعاله، فدين الإسلام جاء شاملاً، مستدلا بقوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً»، وقال ورد الوشم على لسان النبي، وهو محرم شرعا، لقوله صلى الله عليه وسلم «لعن الله الواشمة والمستوشمة»، أي الخبيرة التي تقوم برسم الوشم ومن يطبق عليها الوشم، مشيرا إلى أن هذا الحديث صريح وواضح، وما يزيد حرمته أنه تقليد للكفار ويغير من شكل الجسد، أما إذا كانت تفعل من باب دفع الضر فهو أشد حرمة من الأمرين السابقين، لأنه يدخل في باب الاعتقاد، وقد يكون أعظم من الشرك. ونصح القرني بالابتعاد عن هذه المحرمات، خاصة من يقومون بوضعه لدفع الضرر وجلب النفع، مضيفا أنه لا يجوز كشف العورة أمام العاملات من أجل النقش وما شابه ذلك. تقليد الغرب وأشارت الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض نجوى فرج، إلى تفشي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بين الشباب والشابات، مبينة أنها ظاهرة دخيلة تم اقتباسها من الغرب، وتقول، «لا أظن أن قصد كل من وشم جسده جلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة، بل على الأرجح أنه تقليد أعمى وموضة متفشية في أوساط فتيات الكليات والجامعات، وكذلك الشباب، فهي لم تكن موجودة قبل عدة سنوات»، وأضافت، «الوشم فيه تعذيب للجسم وتشويه ومن يقدم على هذه الظاهرة شخص لا يفكر بعقلانية ومنطق، ورغم أنها حرية شخصية لكل فرد ولكننا كمثقفين ننصح بأن يمتنع الشباب عن هذه المخالفة غير اللائقة مع الدين والمجتمع، وليس لنا سوى الدعاء لهم بالهداية والصلاح». Tweet