ظهر الرئيس المصري السابق محمد مرسي الثلاثاء في قفص زجاجي مع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في أولى جلسات محاكمتهم في قضية اقتحام السجون خلال ثورة 25 يناير 2011، والتي قررت المحكمة تأجيل النظر فيها إلى 22 فبراير المقبل. وتأخرت الجلسة في البداية بسبب رفض مرسي والمتهمين دخول القفص الزجاجي، صباح الثلاثاء. وتهدف إحاطة القفص بالزجاج إلى منع المتهمين من إثارة الفوضى داخل الجلسة ومقاطعة القاضي، بحسب مصادر أمنية. ولدى دخول هيئة المحكمة للقاعة، صراخ مرسي وتوجه بسؤال للقاضي عن مكان وجوده، فرد القاضي بأنه رئيس محكمة جنايات مصر. وكان مرسي قد قال قبل دخوله القفص إنه موجود في مقر المحكمة منذ مساء الاثنين ولا يعرف سبب وجوده مبكرا. ورفض مرسي توكيل محامي للدفاع عنه لكن المحكمة سمحت لثلاثة محامين بمقابلته، قبل أن يوكل الرئيس السابق المحامي محمد سليم العوا للدفاع عنه. وقال ممثل الادعاء لدى قراءته للائحة الاتهامات إن المتهمين وعددهم 131 متهما، بينهم قيادات بجماعة الإخوان وأعضاء بحماس وحزب الله. وأضاف أن المتهمين خططوا لإسقاط الدولة وإحداث الفوضى واقتحام معابر حدودية والهجوم على ثلاثة سجون وقتل أفراد أمن بالعمد مع سبق الإصرار وتهريب 20 ألف سجين. وفر مرسي من سجن وادي النطرون في الطريق بين العاصمة القاهرة و مدينة الإسكندرية (شمال البلاد) خلال تلك الهجمات. وقرر القاضي تأجيل نظر القضية إلى 22 فبراير المقبل مع استمرار حبس المتهمين. وجلسة الثلاثاء هي الأولى في محاكمة ثانية لمرسي، الذي عزله الجيش في 3 يوليو الماضي، ويحاكم معه 20 آخرون من جماعة الإخوان المسلمين. وتأتي محاكمة مرسي بعد يوم واحد من إعلان الجيش المصري دعمه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة. ويعد تاريخ المحاكمة رمزيا، إذ يتزامن مع الذكرى الثالثة لاقتحام السجون في 28 يناير خلال الثورة التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. وتجرى محاكمة مرسي في قاعة محكمة أعدت خصيصا في أكاديمية الشرطة في حي التجمع الخامس أحد ضواحي القاهرة، إذ يمثل مع متهمين آخرين في قفص زجاجي عازل للصوت، وسوف يسمح له بالحديث فقط بإذن القاضي. واتخذت السلطات المصرية إجراءات أمنية مشددة في محيط المحكمة، حيث جرى نشر أفراد وآليات الجيش والشرطة. ويحاكم مرسي في قضيتين أخريين، تتعلق إحداهما باتهامه بقتل متظاهرين، والأخرى بالتخابر.