واصلت توابع السيول ضرباتها في عدد من المناطق، وارتفع عدد ضحايها في عرعر إلى ستة، بعد أن ابتلعت أمس ثلاثة أطفال، رغم تحذيرات الدفاع المدني من الاقتراب من مواقع جريان السيول. وفيما تمكنت فرق الإنقاذ في القصيم من إخلاء 63 شخصا حاصرت المياه مساكنهم، يعتزم عدد من أهالي الأحياء الشمالية في حائل مقاضاة أمانة المنطقة، ومطالبتها بتعويضات مالية جراء ماتكبدوه من خسائر فادحة؛ نتيجة سوء شبكات وقنوات تصريف مياه الأمطار والسيول. ففي عرعر، ارتفع عدد ضحايا السيول أمس إلى ستة، ولقي طفلان حتفهما غرقا في بركة وسط وادي عرعر، وتمكن رجال الدفاع المدني وبمشاركة فرقة طوارئ أمانة الحدود الشمالية من انتشالهما بعد شفط المياه من الحفرة. كما أجبرت مياه السيول دوريات المرور على إغلاق طريق الملك خالد. وأكد العميد عبد الله هادي عسيري مدير الدفاع المدني في المنطقة، أن غرفة العمليات تلقت بلاغا عن سقوط طفلين في بطن الوادي، وعلى الفور هرعت إلى الموقع وتم إخراج الطفلين متوفيين. وأشار الناطق الإعلامي في الدفاع المدني الملازم أول عبد الرحمن الأحمري إلى أن البركة التي ابتلعت الطفلين طولها 14مترا وعمقها ثمانية أمتار، وعثر الملازم أول عبد اللطيف بن خضير على جثتي الطفلين مغمورتين في الوحل. طفل طريف وفي محافظة طريف لقي طفل في الصف الخامس الابتدائي حتفه غرقا في الحي الشرقي بعد سقوطه في حفرة عمقها متران، وباشر الحادث مدير الدفاع المدني في طريف العقيد فرحان بن عواد الحازمي. وعلى بعد 20 كلم من طريق طريف، أنقذت فرقة من الدفاع المدني طفلا غرق في وادي بدنة. يذكر أن السيول التهمت مساء أمس الأول امرأة وطفليها على طريق جديدة عرعر. إنقاذ ثلاثة في طبرجل وفي طبرجل (130 كلم شرقي القرياتالجوف) أنقذت فرق الدفاع المدني ثلاثة مواطنين من الغرق في شعيب الأعيلي. وأوضح الناطق الإعلامي ل«مدني» الجوف النقيب عطا لله بن قاران الرويلي أن غرفة العمليات تلقت نداء استغاثة من مواطن داهمه السيل أثناء عبوره برفقة زميليه شعيب الأعيلي (40 كلم شمال شرق مركز طبرجل) ما أدى إلى انقلاب مركبتهم. (جيب تويوتا). وتمكن أفراد فرقة الإنقاذ المائي من انتشالهم ونقلهم إلى موقع آمن. منازل حائل وفي حائل كشفت 40 دقيقة من المطر سوء شبكات تصريف مياه في أحياء حائل الشمالية خاصة أجا، الزهرة، الخزامى، والياسمين. ولم يتوقع السكان أن تداهم مياه السيول منازلهم، وتجرف محتوياتها، وتلحق بهم كثيرا من الأضرار، كانوا في غنى عنها لو كانت شبكة التصريف تعمل بكفاءة عالية. وفي الوقت الذي تلتزم الأمانة الصمت مكتفية بالتحرك عند حدوث المشكلة، يطالب الأهالي بحلول جذرية لهذه المشكلة التي تواجههم مع كل موسم مطر، بعيدا عن المسكنات والوعود، وكانت الأمطار التي شهدتها حائل أخيرا، حاصرت المنازل، وأجبرت الكثير من أصحابها على اللجوء إلى الشقق المفروشة حتى يتم سحب المياه ويتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. ويطالب الأهالي الأمانة بإعادة النظر في قنوات التصريف، خاصة في الأحياء التي تقع في طريق وادي مشار مثل: أجا الجنوبي، والمصيف باتجاه حيي الزهرة والخزامى، حيث أدى سيلان المياه في الوادي إلى محاصرة البيوت، وكلية التربية. وقال عدد كبير من أهالي حي الزهرة: إنهم سبق أن حذروا الأمانة، وطالبوا بتوفير شبكة جيدة لتصريف السيول المتوقعة إلا أنها تجاهلت تحذيراتهم ومطالبهم على حد تعبيرهم ، لافتين إلى خطورة عبّارات الجهة الغربية. وقال شريدة الضحيان: حي أجا في خطر، وينذر بكارثة عند جريان أي سيول قوية، ويجب أن تتدخل الجهات المعنية لإنقاذه قبل فوات الأوان. وأضاف الضحيان «اقتحمت السيول الحي وداهمت منزلي، وأتلفت وجرفت محتوياته، واضطررت إلى نقل عائلتي إلى شقة مفروشة». ويتساءل علي ناصر عن ما أسماه «مشاريع ورقية» وعن المبالغ الكبيرة التي ترصد من فترة لأخرى في أحياء أجا، والزهرة لتصريف السيول من قبل الأمانة وقال :أثاث منزلي تلف لعدم تصريف المياه من قبل أجهزة الأمانة». وفي المقابل أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في حائل الملازم أول عبد الرحيم الجهني، أن غرفة العمليات لم تهدأ منذ البارحة الأولى، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني تحركت وانتشرت في الأودية والشعاب تحت إشراف مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد عبد الله الزهراني، الذي تواجد ميدانيا بمجرد إعلان حالة الطوارئ في جميع أرجاء المدينة. حوادث في القصيم وفي القصيم، تسببت السيول التي داهمت المنطقة البارحة الأولى في وقوع 28 حادثا، وسقوط عدد كبير من الأعمدة واللوحات الإعلانية. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني الرائد إبراهيم بن عبد العزيز أبا الخيل: إن مركز القيادة والسيطرة وغرف العمليات تلقت العديد من البلاغات، موضحا أن فرق الدفاع المدني أخلت 63 فردا يمثلون ست أسر في مدينة بريدة تضررت مساكنهم بسبب الأمطار، وتم إيواؤهم بالتنسيق مع فرع وزارة المالية، مشيرا إلى احتجاز السيول لعدد من السيارات. إضافة إلى نفوق عدد من الإبل والأغنام في وادي الرمة.