(ناس) يطير عن حائل.. لماذا؟! محمد بن عيسى الكنعان نجح (طيران ناس) في أقل من خمس سنوات برسم خطوط حضوره الإيجابي في الأجواء السعودية بشكل غير متوقع ومثير الاهتمام.. نظراً لحداثة تجربته الجوية، وقد كانت منطقة حائل من أوائل المحطات الجوية التي استقبلت هذا الطيران الجديد في بدايات العام 2008م، بما عُرف حينها بتوزيع حصص الأجواء بين (الخطوط السعودية) و(طيران ناس) و(طيران سما) بالنسبة لرحلات حائل مع كل من (الرياضوجدة والدمام).. حيث كان نصيب (ناس) الرحلات الجوية بين (الرياض وحائل)، ونصيب (سما) الرحلات بين (حائل والدمام)، بينما اكتفت (السعودية) برحلاتها من حائل إلى جدة والعكس، ورغم أن الاستقبال الشعبي ل(طيران ناس) لم يكن في المستوى المتوقع، أو المأمول بحكم تأثير العلاقة التاريخية المتجذرة بين المسافر والخطوط السعودية، إلا أن (ناس) استطاع أن يجتذب هذا المواطن إلى خدماته، وأن يملأ الفراغ الذي خلفته الخطوط السعودية باقتدار وتميُّز. غير أن الحاجة الماسة لخاصية النقل الجوي لمنطقة بحجم حائل مع العاصمة الرياض، مدعومة بمطالبات الأهالي لزيادة عدد الرحلات بين المنطقتين، أعادت رحلات (السعودية) إلى حائل مرة أخرى في نهاية العام 2008م، إلى جانب رحلات (طيران ناس) الذي حقق حضوراً لافتاً وخدمةً متميزة خلال فترة انقطاع (السعودية)، فسادت الفرحة بين المواطنين في حائل، فلأول مرة يكون لديهم خيارات متباينة في السفر الجوي للعاصمة الرياض، التي يحتاجونها بشكل يومي، وبالذات للعلاج، والشؤون الحكومية، والأعمال الخاصة، والمسائل التجارية والدراسات العليا، فضلاً عن دواعي السفر خارج المملكة.. مروراً بمطار الملك خالد الدولي. ولكن (يا فرحة ما تمت) كما يقول إخوتنا المصريون، فمع نهاية شهر مايو الماضي للعام الجاري توقف (طيران ناس) عن حائل تماماً، والإشكال أن هذا التوقف لم يسبقه تنويه أو اعتذار كي يتدارك المواطنون أوضاعهم، أو إصدار بيان صحافي من إدارة (ناس) يُبين السبب الرئيس في توقف رحلاته بين (حائل والرياض)، خصوصاً أن محاولات تفسير هذا التوقف، الذي طال محطات (حائل ورفحاء ووادي الدواسر، وغيرها)، تشير إلى أنها (محطات غير مربحة) بالنسبة ل(طيران ناس)، بل ربما تكون مصدر خسارة حقيقية لطيران ناشئ، بغض النظر عن عدد رحلاته بين تلك المحطات وكثرة المسافرين عليها.. لأن العبرة في (التكلفة التشغيلية) التي تتعلق بالدرجة الأولى بسعر الوقود. إني أتطلع وغيري من أبناء منطقة حائل إلى عودة الطائر الجميل (ناس) إلى أجواء حائل، خصوصاً أنه خيار جيد ومفضل لدى المسافر، أو على الأقل إيضاح سبب انقطاع رحلاته عن حائل وبقية المناطق، فلعل الإعلام والمواطنين يُسهمون في حل الإشكال أو السبب.