كلنا نعاني.. أو الكثير منا يعاني.. إنها مشكلة متكررة، وأحيانا تصيبنا بالحزن والإحباط.. ولدي سمين.. ماذا أفعل.. وتبدأ المحاولات.. في الغالب تبدأ الأم أو الأب بإبداء الملاحظات، ثم إعطاء النصائح، وأحيانا يبدأ استخدام أنواع الرجيم المختلفة لمساعدة المراهق على فقد الوزن. هذه المشكلة كيف نحلها.. خاصة إذا بدأ المراهق يعاني منها، أو يعاني من نظرات رفاقه له، أو لها، حين تبدأ تعليقات الرفاق وهي غالبا في هذا السن ما تكون قاسية وفظة، وحين يكون المراهق في سن حساسة جدا للتعليقات والنكات التي تطلق عليه من حوله.. كيفية الحل.. المسألة ليست بتلك البساطة، وإلا لما وجدت كل هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية التي تدعي كل واحدة منها أنها هي الوحيدة الناجحة وبقية الأنظمة الغذائية الأخرى أثبتت فشلها.. بداية نقول نرجو أن لا يدفع الأهل المراهقين لاتباع أي نوع من أنواع الحمية.. لا أقول دعوهم يأكلوا على هواهم كل أنواع المأكولات المضرة التي يعشقها المراهقون، ولكني أقول... لنبدأ الحديث: أولا المسألة معقدة.. وفي العادة تبدأ منذ الصغر، نحن تربينا على أن الأكل هو الصحة، وأن الطفل حين يبدو لنا ممتلئا وسمينا فهو جذاب ويتمتع بصحة وافرة. لكن هل هذا المفهوم صحيح.. نحن نحشي الأكل في أفواه أطفالنا حتى نشعر بأننا نحبهم، التعبير الوحيد المتاح بسهولة لدينا هو الأكل.. لكن مرة أخرى أقول لكم أن هذا الأسلوب هو الذي يؤدي بنا في النهاية إلى الإحساس بالعجز حين نرى أطفالنا وقد أصبحوا يعانون من السمنة والبدانة، وحيدين أو في مجال سخرية الأصدقاء أو نظرات الشفقة من الأقرباء.. شعور مؤلم.. إذا عليك سيدتي قبل أن تعودي أطفالك على عادات الغذاء السيئة أن تفكري في هذه النتيجة المؤلمة.. ماذا نعني بعادات الغذاء السيئة: · الإكثار من أكل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو نسبة عالية من السكريات (مثل الكيك، الحلويات، الشوكولاتة، البطاطس المحمرة، المعجنات، المشروبات الغازية). · الاعتماد في التغذية على الوجبات السريعة مثل الهمبورجر والبيتزا وما إلى ذلك. · عدم أكل الخضروات والفواكه، أو أكلها بكميات غير كافية. · عدم أكل ما تحتاجه أجسامهم من الألبان ومنتجاتها للحصول على حاجتهم من الكالسيوم. هل تبدو هذه الطريقة في التغذية مألوفة لديكم، هل يمارسها أبناؤكم.. إذا انتبهي سيدتي وتراجعي عن ترك أبنائك يأكلون كل ما يحلو لهم من أطعمة الوجبات السريعة، لا تحرميهم نهائيا لأن كل ممنوع مرغوب أولا، ولأن المراهقين بصفة خاصة لا يستمعون إلى النصيحة وطبيعتهم تحثهم على مخالفة رأي الآباء، امنحيهم أيضا الحرية في أن يأكلوا هذه الوجبات مرة أو مرتين أسبوعيا، لكن احرصي على ألا تصبح هذه الوجبات هي القاعدة.. هل تتساءلين الآن ماذا يجب أن يأكل أطفالنا: · أكل 6 حصص من الكربوهيدرات مثل الخبز، والأرز وذلك طوال اليوم ويجب أن ننتبه لعدم الإفراط. · 4 حصص من الفواكه والخضروات. · 4 حصص من الألبان ومنتجاتها. · حصتين من اللحوم والأسماك. هناك أيضا بعض النصائح التي قد تلاحظينها والتي قد تفيدك لوقاية أبنائك من السمنة أو مساعدتهم للتخلص منها إذا كانوا يعانون منها: · حاولي تغيير عاداتهم الغذائية بالتدريج، مثلا إذا كانوا يتناولون الأطعمة السريعة يوميا قللي منها بالتدريج على مدى أسابيع حتى تتقلص إلى مرة أو مرتين في الأسبوع. · حاولي تشجعيهم على ممارسة الرياضة لأن الوجه الآخر من العملة بالنسبة للسمنة هي قلة الحركة. · حاولي أن يتناول أطفالك الطعام على طاولة الطعام وليس أمام التلفزيون أو أثناء اللعب على الكمبيوتر. · عند التسوق اختاري الأطعمة قليلة الدسم أو منزوعة الدسم حتى في الألبان ومنتجاتها، ولا تخافي فمن الناحية الغذائية هذه الأطعمة تحتوي على نفس الفائدة بل أكثر بالإضافة إلى أنها تحتوي على سعرات حرارية أقل، وبالنسبة للكبار فهي تبعد عنهم خطر الإصابة بزيادة الكولسترول وما يتبع ذلك من مخاطر. · لا للرجيم أو أنواع الحمية المختلفة، اتباع العادات الغذائية الجيدة وممارسة الرياضة هي كل المطلوب للمحافظة على وزن معقول، أما الرجيم أو استخدام الأدوية المختلفة فهو أسلوب ضار ومن الممكن أن يؤثر على صحة أبنائك. إعداد/ د.هناء عبد الله الغامدي استشارية طب الأسرة. هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.