إن الفشل والمعروف بهبوط القلب الاحتقاني معناه أن القلب لايضخ كمية كافية من الدم تكفي لاحتياجات الجسم وبمرور الوقت وبوجود أمراض كأمراض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم هذه كلها تؤدي لجعل القلب ضعيفاً وغير قادر على الامتلاء والضخ بكفاءة ورغم أنه لا يمكن إزالة الأسباب المؤدية لهبوط القلب كاملة ولكن مع علاج فشل القلب يمكن بإذن الله أن يؤدي ذلك إلى تحسن في أعراض الفشل القلبي كما أن استخدام الأدوية والرياضة وتقليل الملح في الطعام وإزالة أو التخفيف من الضغوط النفسية وتقليل الوزن كل ذلك يؤدي إلى تحسن الحالة الصحية للمريض. إن الحل الأمثل لعلاج فشل القلب هو التحكم في العوامل المسببة للمرض مع علاج الأمراض المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب أوارتفاع الكولسترول والسكر والسمنة وغيرها.... أنواع الهبوط : أ. هبوط القلب المزمن :- وهو حالة مرضية طويلة وأعراضه تستمر، يعاني المريض فيه من الإجهاد وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس عند بذل المجهود وانخفاض القدرة البدنية. - السعال المستمر المصحوب بمخاط أبيض أو مائل للحمار. - تورم القدمين والبطن. - زيادة الوزن نتيجة تجمع السوائل بالجسم. - فقدان الشهية والغثيان . - قلة القدرة على التركيز. ب. هبوط القلب الحاد:- وهي حاله مفاجئة وتحتاج للرعاية الطبية العاجلة يكون فيها نفس الأعراض السابقة ولكن أكثر حدة حيث يكون القلب ضعيف الأداء جداً ممايتسبب في تجمع السوائل بشكل كبير مع عدم انتظام ضربات القلب بشدة وقد تؤدي لتوقفه فجأة لاسمح الله. كذلك ضيق شديد في النفس مع ألم حاد في الصدر في حالة الأزمات القلبية. وفي بعض الحالات القلب يفشل في الضخ أو الإمتلاء أو الحالاتان معاً. كما أن الفشل القلبي قد يكون فشل في البطين الأيسر أو الأيمن أو كلاهما ولكن عادة يبدأ الفشل في الجانب الأيسر من القلب . أنواع الفشل القلبي: أ.الفشل القلبي للجانب الأيسر: وهوالأكثر شيوعاً حيث تتجمع السوائل في الرئتين مما يؤدي إلى ضيق التنفس . ب.الفشل القلبي للجانب الأيمن: حيث تتجمع السوائل في البطن والقدمين ويؤدي إلى التورم في أسفل الساقين أيضاً . ج.فشل القلب الانقباضي: حيث أن البطين الأيسر لايستطيع ضخ الدم الكافي مما يؤدي إلى فشل القلب. فشل القلب الإنبساطي: وذلك أن البطين الأيسر لايمتلأ بالدم جيداً فيضعف القلب مع الوقت ثم يفشل. ويختلف العلاج طبقاً لكل نوع من التشخيصات. الأسباب إن الفشل القلبي يكون نتيجة تلف أو ضعف لعضلة القلب وبالتالي يكون القلب عاجزاً عن ضخ الدم الكافي للجسم فيحدث أن يتمدد القلب تدريجياً حتى يصل لنقطة من التمدد يصبح عندها غير قادر على الضخ الجيد . الأسباب التي باستمرارها تؤدي إلى تلف أو ضعف عضلة القلب : 1-أمراض الشرايين التاجية: وهي أكثر الأسباب شيوعاً حيث أن الشرايين تمد القلب بالدم والغذاء ولكن بانسداد أو ضيق الشرايين فإن ذلك يؤدي إلى ضعف إمداد العضلة بالدم الكافي وبالتالي تكون العضلة غير قادرة على العمل بكفاءة . 2-ارتفاع ضغط الدم: إن ضغط الدم هي قوة ضخ الدم الصادرة من القلب في اتجاه الشرايين وفي حالة ارتفاع الضغط فإن القلب يعمل بقوة أكبر لكي يضخ الدم في الشرايين الأمر الذي يؤدي إلى تضخم عضلة القلب لكي تقوم بهذا العمل الإضافي مما يؤدي إلى ضعفها وانخفاض الإمداد الدموي لها. 3-أمراض صمامات القلب : يوجد في القلب أربع صمامات مسئولة عن حركة الدم في الاتجاهات الصحيحة وفي حالة تلف أحدها فإن القلب يعمل بقوة أكبر لكي يستمر الدم مندفعاً في الاتجاه الصحيح الأمر الذي بمرور الوقت يضعف العضلة . 4-تلف خلايا القلب : وذلك نتيجة مرض معين كعدوى بكتيرية أو شرب الكحوليات أوتناول أدوية أوتعاطي المخدرات أو العلاجات الكيماوية أوالإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل الذئبة الحمراء أو أمراض الغدة الدرقية . 5-التهاب القلب : غالباً نتيجة الإصابة بجراثيم مثل الفيروسات حيث يصيب عضلة القلب بالوهن وتؤدي إلى فشل القلب الأيسر غالباً. 6-تشوهات قلبية للمواليد: تؤدي التشوهات القلبية في المواليد إلى ارتفاع ضربات القلب وقوة الإنقباضات لمواجهة ذلك مما يتسبب في ضعف القلب وفشله . 7-عدم انتظام ضربات القلب : إن عدم الانتظام في ضربات القلب يرهق القلب حيث تؤدي إلى ارتفاع سرعة الإنقباضات، ومع الوقت يحمل القلب مجهود زائد فيفشل . 8-أمراض أخرى : إن وجود أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض الغدة الدرقية يتسبب في وهن عضلة القلب أيضاً. . عوامل الخطورة: قد يؤدي عامل واحد فقط إلى حدوث المرض ولكن وجود أكثر من عامل لاشك أنه يؤدي إلى رفع الاحتمال أكثر. ارتفاع ضغط الدم . أمراض الشرايين التاجية . الأزمات القلبية. عدم انتظام ضربات القلب . • السكري:- يؤدي إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية. • توقف التنفس أثناء النوم :- عدم انتظام التنفس أثناء النوم يؤدي إلى انخفاض الأكسجين في الدم وعدم انتظام ضربات القلب . العيوب الخلقية للقلب . تناول الكحوليات والمخدرات . *أمراض الكلى :- تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتراكم السوائل داخل الجسم متى يجب زيارة الطبيب؟ -عند الشعور بالإرهاق والتعب المزمن الذي لايعرف سببه. -عند عدم انتظام ضربات القلب . -عند ضيق التنفس المزمن الذي لايستجيب للعلاج . -عند انخفاض القدرة الجسدية بشكل كبير ولافت . -عند تورم القدمين والبطن بالسوائل . -عند السعال المستمر المصاحب بالبلغم الأبيض أو الأحمر. -عند انخفاض الإدراك الذهني الملاحظ بشكل كبير . التشخيص والتحليلات :- بمراجعة التاريخ المرضي للمريض وبعد الفحص السريري عن طريق الطبيب ومراجعة عوامل الخطورة كإرتفاع ضغط الدم وملاحظة ضربات القلب يتم التشخيص وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات والتحليلات مثل: أ. تحليلات الدم : للكشف عن أمراض الكلى والغدة الدرقية والبحث عن بعض المركبات في الدم المصاحبة لفشل القلب كمادة ألبي ان بي. البي ان بي تكون مفرزة من القلب ولكن بكميات عالية أثناء هبوط عضلة القلب . ب. أشعة اكس للصدر: لكي يتمكن بها رؤية حالة القلب والرئتين في حالة فشل القلب يكون القلب متضخماً وتكون الرئتين غير مشعة حيث تتراكم فيها السوائل. ج. رسم القلب الكهربائي :- يتم به تسجيل النشاط القلبي عن طريق أقطاب يتم تثبيتها على الصدر ويتم به تشخيص أمراض اضطراب ضربات القلب أوتشخيص حدوث جلطات قلبية . د. موجات فوق صوتية على القلب :- وهومهم جداً في التشخيص ويتم فيه التمييز بين هبوط القلب الانقباضي والانبساطي . والجهاز يستخدم موجات صوتية للحصول علي صور فيديو ويتم به قياس قدرات مناطق القلب المختلفة على الضخ ويتم به قياس النسبة التي يتم ضخها من البطين الأيسر بالمقارنة بكمية الدم التي تدخل البطين الأيسر. ه- اختبارات أخرى :- - اختبار الضغط (الجهد): ويكون المريض تحت ضغط بدني مثل ركوب دراجة ويتم عمل رسم للقلب أثناء التمرين . - الأشعة المقطعية على القلب أو الرنين المغناطيسي و به يتم تقييم الكمية المدفوعة من البطين الأيسر وقياس كفاءة الشرايين التاجية والصمامات وبحث أسباب فشل القلب . - القسطرة الشريانية : ويتم ادخال قسطرة من شريان الفخد حتى شريان الأورطة حتى مدخل الشريان التاجي ويتم حقن مادة ملونة لتلوين شرايين القلب وتحت التصوير لتحديد أماكن الضيق ودرجاته وقياس قدرة البطين الأيسر على الضخ . المضاعفات : في حالة الفشل القلبي الانقباضي فإن القلب لاينقبض بالقوة الكافية ولكي يقوم القلب بتعويض ذلك يتمدد البطين الأيسر حتى يمتلأ أكثر ويضخ بقوة ولكن التمدد يؤدي لحل مؤقت ما يلبث أن يتضخم القلب ولا تكفي كمية الدم الواردة له مما يؤدي لارتفاع الهرمونات المحفزة للقلب الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وعدم انتظامه . ولكن في بعض الحالات بالعلاج تتحسن الحالة الصحية للمريض ولكن في بعض الحالات تكون مهددة للحياة. العلاج :- هبوط القلب مرض مزمن يحتاج إلى علاج طول الحياة وبالعلاج تتحسن الحالة الصحية للمريض وفي بعض الحلات الناتجة عن أمراض أخرى كأمراض الصمامات فإن علاج السبب يؤدي إلى تحسن واضح للوضع. الأدوية : عادة يستخدم الطبيب أكثر من دواء واحد لعلاج المرض . - مثبطات الإنزيم المحول للانجسيوتنين: وهي نوع من موسعات الأوعية الدموية وبالتالي تخفض الضغط وتقلل الحمل على القلب ومنها انالابريل ولاينوبريل وكابتوبريل وهي أيضاً تساعد الهرمون الطارد للملح والماء من الجسم، هذه المادة تؤدي لإحداث الكحة الجافة لبعض المرضى فإذا أستمرت الكحة يجب مراجعة الطبيب. -مغلقات مستقبلات الانجيوتنسن: مثل لوسارتان وفالسرتان ولها نفس النتائج مثل السابق ولكن بدون أعراض الكحة المستمرة وبالتالي تكون البديل المناسب. -الديجوكسين: وهو عقار يقوي عضلة القلب ويبطيء عضلة القلب ويقلل الهبوط القلبي . - مضادات البيتا: حيث تقلل معدل ضربات القلب وتخفض الضغط مثل الكارفيدايول والميتابرولول وهي تقلل اضطرابات ضربات القلب وبالتالي أعراض هبوط القلب والفشل الوظيفي. - مدرات البول: مثل الفيورسميد وبيوميتانيد فهي تقوم بإدرار الملح والسوائل المتراكمة من الجسم وبالتالي يتحسن التنفس ولكن بفقدان الأملاح مثل البوتاسيوم والماغنسيوم فإن الطبيب يقوم بإعطاء المريض المكمل الغذائي المناسب. - مضادات الألدوستيرون: هي تدر البول والصوديوم ولكن دون البوتاسيوم وقد يرتفع في الدم إلى مستويات خطيرة ولكن الدواء قد يساعد على تحسين الحالة الصحية للمريض . الجراحة : قد تكون الحل في بعض الحالات مثل استبدال شرايين للقلب أو استبدال صمامات القلب لتحسين الوضع الصحي للمريض . - الأجهزة المزروعة في الجسم: هناك أجهزة قد يحتاج لها المريض الذي يعاني من عدم انتظام ضربات القلب تزرع تحت الجلد ومرتبط بالقلب وهو مصمم أنه في حالة اضطراب نبضات القلب فإن الجهاز يقوم بإرسال شحنة كهربية لوضع القلب في النبض الصحيح . وهناك أجهزة تقوم بإرسال الشحنات الكهربية إلى البطينين لجعلهما ينقبضا بشكل متناغم وبتالي يتم تحقيق أقصى الاستفادة من عضلة القلب. وفي بعض الحالات يتم تركيب الجهازين معاً. -مضخة القلب : وهو جهاز يزرع في البطن ويتم وصله بالقلب ليساعده في الضخ وهو يتم تركيبه للمريض انتظاراً لزراعة قلب من متبرع متوفي أو ماشابه . الوقاية: بتقليل العوامل الخطرة والمسببة للمرض: 1- وقف التدخين فوراً: يسبب تلف الأوعية الدموية وتقليل الأكسجين الواصل للقلب. 2-قياس الوزن يومياً: صباحاً بعد التبول وقبل الافطار وذلك لقياس معدل تراكم السوائل في الجسم . 3- تقليل ملح الطعام : يساعد ذلك على تقليل تراكم السوائل في الجسم وتكمن معظم الأملاح في الأطعمه الجاهزة ويمكن الاستغناء عن الملح بإستخدام بدائل الملح ولكن يجب الحذر من ارتفاع مستوى البوتاسيوم خاصة في حالات أمراض الكلى . 4-المحافظة على الوزن المناسب . 5- تجنب الدهون والكولسترول لأنها تسبب أمراض الشريان التاجي . 6- اجتنب الكحوليات لأنها محرمة أولاً ثم أنها تؤدي إلى اضطراب ضربات القلب وبالتالي زيادة الفشل القلبي . 7-زيادة المجهود والرياضة بعد استشارة الطبيب والالتحاق بمراكز التأهيل التابعة للمستشفيات، إن تحسن الحالة العامة الصحية تؤدي إلى تقليل الجهد على عضلة القلب . 8- تقليل الضغوط الحياتية والقلق قدر الاستطاعة . 9-النوم الهادي وإذا كنت تعاني من مشاكل التنفس أثناء النوم فعليك بإستخدام وسادة بميل 45 درجة سيسهل ذلك الأمر . قدرات أخرى للتكيف : بعض المرضى يشتكي من أنه يستيقظ من النوم منهكاً نتيجة صعوبة التنفس والاستيقاظ ليلاً للتبول بكثرة. لتحسين ذلك : - بإستخدام وسادة مرتفعه بدرجة 45 درجة. - تغيير مواعيد الدواء مع الطبيب يجعل مدر البول يؤخذ صباحاً مثلاً. ولكي يتم التحسن في العلاج يرجى مراعاة الآتي : - الحفاظ على سجل الدواء عند زيارة الطبيب كل مرة خاصة لو كان طبيباً جديداً عليك . - قياس الوزن باستمرار ومراجعته مع الطبيب فقد يغير لك الطبيب جرعة مدر البول في حالة زيادة السوائل في الجسم . - القياس المستمر لضغط الدم بأحدث الأجهزة. - اكتب أي سؤال قبل ميعاد الطبيب . - تأكد أنك تفهم تعليمات الطبيب جيداً. هذه المعلومة تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع جمعية طب الأسرة والمجتمع إشراف ومراجعة/ د.محمد الغامدي.