قال باحثون إن تراكم الدهون في أنسجة الكبد قد تزيد من مخاطر الإصابة بمرض البول السكري (النوع الثاني) بغض النظر عن وجود دهون من عدمه في أجزاء أخرى من الجسم... وقد وجد الباحثون أن الأشخاص المصابون بدهون الكبد أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر خلال خمسة سنوات عن الأشخاص الذين يتمتعون بأكباد سليمة صحياً. "الكثير من المرضى والأطباء ينظرون للدهون في الكبد كمجرد دهون في هذا العضو، بينما نرى أن تراكم هذه الدهون بالكبد لابد وأن ترفع الحذر من قرب الإصابة بمرض البول السكري من النوع الثاني" صرح الباحث سن كيم من جامعة ستانفورد كاليفورنيا. وأوضحت هذه الدراسة أن دهون الكبد كما تم تشخيصها من خلال الموجات فوق الصوتية تتنبأ بقوة بالإصابة بالبول السكري بغض النظر عن تركز الأنسولين.وقد ذهب الباحثون أن الأكباد التي تعاني من الدهون الزائدة تشكل أحد عوامل الإصابة بالسكر بالإضافة للبدانة ومقاومة الأنسولين. وقد أثبتت هذه الدراسة أنه من بين الأشخاص الذين لديهم نفس تمركز الأنسولين، والأشخاص الذين لديهم أكباد بها دهون يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكر بمقدارين بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا تعاني أكبادهم من تراكم الدهون. ويعاني ما يقرب من ثلث الشعب الأمريكي من دهون على الكبد. في بعض الحالات تكون الحالة مستقرة ولا تسبب أعراضا ملحوظة إلا أنها في أحوال أخرى قد تؤدي إلى إتلاف تام بالكبد أو فشل كبدي. كثيراً ما ترتبط دهون الكبد بتأثر الكبد بشرب الخمور. في هذه الدراسة ركز الباحثون على العلاقة بين دهون الكبد ومخاطر الإصابة بالبول السكري عند 11,091 شخصا بالغا في كوريا. وقد تم قياس مستوى تركز الأنسولين ووظائف الكبد عند أفراد العينة عند بدء الدراسة عام 2003 ومرة أخرى بعد خمس سنوات. في البدء تبين إصابة 27% من أفراد العينة بمرض دهون الكبد، كما أظهرتها الموجات فوق الصوتية. حوالي ثلثي هؤلاء الأشخاص كانوا يعانون كذلك من الوزن الزائد أو البدانة بالمقارنة بحوالي 19% ممن ليس لديهم دهون بالكبد. في أثناء فترة المتابعة أصيب أقل من واحد في المائة ممن لا يعانون دهونا بالكبد بمرض البول السكري بالمقارنة ب 4% ممن يعانون دهونا بالكبد. و بعد التعامل مع مقاومة الأنسولين عند بدء الدراسة ظلت مخاطر الإصابة بالبول السكري أعلى بين المصابين بدهون الكبد. مثلاً من بين كلا المجموعتين الأشخاص الذين لديهم مستوى عال من مقاومة الأنسولين عند بدء الدراسة، الأشخاص الذين يعانون دهونا بالكبد أكثر عرضة للإصابة بالسكر مرتين أكثر من نظرائهم. بالإضافة لذلك، وبصرف النظر عن مقاومة الأنسولين عند بدء الدراسة، تبين أن الأشخاص الذين يعانون دهونا بالكبد لديهم عوامل مخاطر أكبر للإصابة بالسكر مثل تسجيل مستويات أعلى بالجلوكوز والكولسترول من المستوى الطبيعي.