أكدت دراسة حديثة نشرتها جريدة طب الأعصاب أن الأشخاص الذين يعانون البدانة في مرحلة منتصف العمر بالإضافة إلى مشاكل المتلازمة الأيضية كارتفاع ضغط الدم والبول السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بتراجع مهارات التفكير والتراجع المعرفي وفقدان الذاكرة في الكبر. وقد شملت الدراسة 6500 موظف في الحكومة البريطانية بين سن 50 -60 تمت مراقبة أوزانهم ومستويات ضغط الدم والكوليسترول لديهم، والتعرف عن الأدوية التي يتناولونها، حيث قام باحثون من معهد البحوث الفرنسي INSERM بالاستعانة ببيانات هؤلاء الأشخاص وكان متوسط عمرهم 50 عاماً عند البدء في الدراسة وذلك في العام 1991 وفي هذه المرحلة جمعت المعلومات عن الحالة الصحية الأيضية للمشاركين الذين كان 71% منهم من الرجال وكذلك كتلة الجسم أو مايسمى ب"BMI "وهو المقياس الذي يستخدم في الدراسات البحثية لتقييم البدانة بناء على قياس وزن الشخص بالكيلوجرام مقسوم على طوله بالمتر. وعلى مدار ما يزيد عن عشر سنوات تم إخضاع المشاركين خلالها لاختبارات المهارات المعرفية مثل الذاكرة والتفكير والقدرة اللغوية وعند تحليل البيانات وجد الباحثون أن 31% من المشاركين تم تصنيفهم على أنهم يعانون خللا في المتلازمة الأيضية أي يعانون من مشاكل المتلازمة الأيضية التي تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وانخفاض الكولسترول الحميد وارتفاع سكر الدم وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية بالدم ، كما وجدوا أن 9% من المشاركين في الدراسة يعانون البدانة و38% يعانون من زيادة الوزن. واتضح أن 350 شخصاً من بين 582 الذين تم تصنيفهم ممن يعانون زيادة الوزن كانوا يعانون أيضاً من بعض أعراض المتلازمة الأيضية، إلا أن التراجع المعرفي الأسرع كان بين الأشخاص الذين يعانون البدانة ومشاكل المتلازمة الأيضية، وفي ذات الوقت فإن الأشخاص الذين عانوا البدانة دون ظهور أي من المشاكل الأيضية ظهرت عليهم أيضا مظاهر التراجع المعرفي أسرع ممن يتمتعون بوزن طبيعي ولا يعانون مشاكل أيضية، وأشارت الباحثة المشاركة في الدراسة إلى أن النتائج لا تؤيد فكرة أن البدناء الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل المتلازمة الأيضية يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب أو مشاكل التراجع المعرفي بالمقارنة بالبدناء الذين يعانون مشاكل الإصابة بالبول السكري أو ضغط الدم المرتفع.