خطأ طبي فادح يقضي على حياة إنسان. خطأ طبي فادح يقضي على مستقبل طفلة. خطأ طبي فادح يشوه سمعة الأطباء . خطأ طبي فادح يصيب مظلوم بالشلل. أصبحت تلك العبارات هي زينة الإعلام وأصبحت تلك الأخبار نشاهدها يوميا اما بالصحف الورقية أو الإكترونية أو محطات التلفاز وليس في ذلك خطأ بل أني من أشد المؤيدين لدور الإعلام في إبراز الأخطاء وإصلاحها أين كانت وممن كانت ولكن في هذه المسألة وفي هذه الواقعة نجد الإعلام يبرز الخطأ ولكن لا نجده يصلحه في أغلب الأحيان فمعظم الصحف التي أبرزت مثل هذه الأخبار لم أرها تتوجه للمواطنين بنصح أو توجيه كيف نتلافى وكيف نتصرف وكيف نعرف هل هو خطأ طبي أو عواقب محتملة للاجراء الطبي يوميا عشرات الإجراءات الفنية والعمليات تعمل ودعني أتحدث عن المستشفى الذي أعمل فيه ونظاما وهو مطبق ولله الحمد يطلب من المريض أن يوقع على موافقته على ذلك مبينا في الورق التشخيص والإجراء الذي سيعمل والمضاعفات المتوقعة ولكن للأسف نادرا تجد مريض يقرأ أو يناقش كل يوقع دون قراءة أو سؤال وعندما تطلب منه القراءة يقول توكلت على الله إن الاطلاع والمناقشة لاتنافي التوكل على الله ولكن قد تكون هناك مضاعفات متوقعة لا يرضى بها الإنسان مقارنة ببعض العمليات التجميلية أوغيرها فيرفضوا العملية ويذهب لبيته سالم ولكن دعوني اروي لكم قصة قصيرة , مريضة عملت عملية استئصال الغدة الدرقية وبعد العملية تأثر صوتها وهي من المضاعفات المحتملة لهذه العملية المهم في المناوبة بعد العشاء تقريبا وجدت زوجها يصرخ ويتطاول على الممرضات ويبحث عن طبيب قابلته فتحدث بصوت مرتفع وهو يحكي مشكلة صوت امرأته قلت ذلك محتما الحدوث قال لم يخبرني احد مع العلم انه معلم واحضرت ورقة موافقة العملية وعليها توقيعه وفيها مذكور هذه المضاعفة قال لم انتبه ؟؟؟؟ ختاما .... علاج المشكلة هو السبب الرئيسي في نقاشها والا فلا . *طبيب مقيم جراحة عامة