استكمالا لحديث الأسبوع الماضي نؤكد اليوم انه وللأسف توجد نسبة قليلة من الاطباء من يعطي الوقت الكافي مع المريض واقربائه لمناقشة الاجراءات العلاجية والجراحية بالتفصيل وشرح الخطة العلاجية ومناقشة المضاعفات المتوقعة بوضوح واعطاء الوقت الكافي للمريض او اقربائه لمناقشة اقرار الموافقة على العلاج او العملية موضحاً فيه المضاعفات المتوقعة وكذلك اعطاء الفرصة للمريض للتفكير واخد استشارة من طبيب آخر متميز في نفس المجال ان اراد ذلك دون شعور الطبيب المعالج بالزعل او الغيرة بل هذا يكسبة ثقة اكبر. للاسف يواجه معظم الاطباء احياناً ضغوطا من المريض او اقربائه للاستعجال باجراء العملية او البدء بالعلاج قبل الوصول للتشخيص او انهاء اجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية ظناً منهم اهمال الطبيب المعالج للحالة الصحية للمريض وهذا الاجراء قد يؤدي لحدوث بعض الاخطاء الطبية او المضاعفات ولكن يجب على الطبيب عدم الاكتراث لمثل هذه الضغوط. إن مهنة الطب تعتبر من أنبل وأسمى مجالات العمل منذ القدم ففيها يعطي المريض الثقة في الطبيب بعد الله سبحانه وتعالى للبرء من المرض. وقد اقر منذ العصور القديمة أنظمة وقوانين تحتم على الطبيب معالجة المريض بصدق وأمانة وإخلاص واعطاء النصائح السديدة للمريض، وقد فرض على الأطباء في العصور القديمة اجراء القسم وأهمها قسم ابقراط الطبي الشهير في مزاولة المهنة للتحلي بالأخلاقيات الطبية بأمانة وإخلاص. مستوى بعض الأطباء الضعيف من أهم أسباب الأخطاء الطبية الحمل والولادة وتعتبر الأخطاء الطبية شائعة جداً في مجال أمراض الحمل والولادة وتعد النسبة الأعلى عالمياً نظراً لما قد يتعرض له الجنين من مضاعفات قاسية تؤدي الى إعاقات مستديمة يصعب علاجها. ومن الممكن في معظم الحالات تجنب هذه الأخطاء إذا تمت معالجة المريضة بواسطة طبيب مختص متميز في عمله علمياً وأخلاقيا وذلك بالمتابعة الدقيقة والتدخل العلاجي في الوقت المناسب. وقد تكون بعض المضاعفات لا يمكن تجنبها على الرغم من اتخاذ الطبيب المعالج للاجراءات الوقائية والعلاجية الصحيحة في مثل حالات الاجهاضات المتكررة والولادات المبكرة وحدوث العيوب الخلقية الصبغية الوراثية. وكذلك حدوث أمراض سكر الحمل وحدوث ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ولكن من الممكن تجنب المضاعفات المحتملة على الأم والجنين من هذين المرضين بالمتابعة الدقيقة والعلاج المناسب وفي الوقت المناسب ولكن التأخير والإهمال قد يسبب مضاعفات من الممكن تجنبها وتعد من الأخطاء الطبية. وتعد حالات الاختناق الولادي وحدوث الشلل الدماغي للمولود من أكثر المشاكل التي قد تحدث نتيجة أخطاء طبية تخلف البؤس والشقاء للعائلة رغم إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره. ولتفادي مثل هذه الحالات فيجب على المريضة والزوج البحث اولاً عن المستشفى الذي تتوفر فيه جميع الوسائل الطبية الحديثة وليس البحث عن مراكز طبية تنقصها العديد من الامكانيات وكذلك البحث عن الطبيب او الطبيبة ذوي الخبرة والسمعة الجيدة. كما يجب على المريض عدم الممانعة او التأخير فيما يتطلبه الطبيب المعالج من تدخلات علاجية او جراحية تكون ضرورية لتفادي حدوث المضاعفات ومن ذلك اجراء العمليات القيصرية في حالات هبوط نبضات قلب الجنين او اعتراض الجنين او عدم حدوث تقدم في مرحلة الولادة بالرغم من اتخاد الاجراءات الطبية المساعدة في تسهيل عملية الولادة الطبيعية. نسبة قليلة من الأطباء من يعطي الوقت الكافي مع المريض وأقربائه ومن الاخطاء الطبية المعروفة ايضاً التأخير في تشخيص وعلاج الحمل خارج الرحم والحمل العنقودي والنزف المهبلي خصوصاً في كبيرات السن الذي قد يتفاقم الى حدوث اورام سرطانية وكذلك التأخر في معالجة اورام المبيض وتغيرات عنق الرحم وعدم معالجتها بالطرق الصحيحة. ويعتبر عدم فحص الثدي ومعالجة التغيرات التي تحدث به مبكراً من اكثر الاخطاء الطبية التي تؤدي الى تفاقم المرض. مستوى ضعيف وكما ذكرنا من اهم اسباب الاخطاء الطبية يعود الى مستوى بعض الاطباء الضعيف حيث يتم التعاقد للاسف في معظم الاحيان مع اطباء يفتقدون الخبرة العلمية والسريرية ويعطون الصلاحية الكاملة في علاج المرضى خصوصاً في بعض المراكز الطبية الخاصة دون اشراف مباشر من ذوي الخبرة لتقييم ممارساتهم الخاطئة ومن المفترض ألا يتم التعاقد مع الطبيب الا بعد التجربة لمدة شهر على الاقل لتقييمه وذلك ما يعرف بنظام (اللوكم) وهو عقد مؤقت لفترة قصيرة وهو متعارف علية دولياً وعدم الاعتماد على الشهادات والسيرة الذاتية فقط. وكذلك على الطبيب ان يعرف حدوده العملية وقدرته العلاجية وعدم تجاوز ذلك والاعتراف بامكنايته الطبية المحدودة واحالة الحالات لذوي الاختصاص والخبرة. ويشترك في حدوث الاخطاء الطبية الطبيب والمنشأة الصحية وكذلك الجهات التنظيمية والاشرافية بالاضافة للمريض نفسه بجهله وعدم الاكتراث بمشكلته الطبية وكذلك عدم البحث عن المشكلة الطبية اما باستشارة اخرى او الاطلاع على المواقع الطبية التعليمية الموثوق بها على شبكة الانترنت وكذلك البحث عن الطبيب والمكان المناسب. وكما ان على الطبيب واجبات فله حقوق من المرضى وهي تبادل الثقة بينه وبين المريض والتقدير والاحترام والاستماع لنصائحه حيث ان الغالبية العظمى من الاطباء يسعون لتأدية مهمتهم الانسانية بكل امانة واخلاص. كما أن على الطبيب واجبات فله حقوق من المرضى