يحصد السرطان كل سنة حياة ما يقرب من 10 آلاف مصاب قابلين للمعالجة بسبب التشخيص المتأخر لمرضهم حسب بحث أجراه مدير معهد حكومي معني بتقديم الخدمات لمرضى السرطان. وهذا الرقم يساوي ضعف ما كان متوقعًا قبل إنجاز هذه الدراسة..... ووفق الدراسة التي أعدها البروفسور مايك ريتشاردز فإن التشخيص المبكر قادر على إنقاذ حياة ما بين 5 آلاف إلى 10آلاف شخص. واضطر ريتشاردز أن يعيد النظر في تقديراته السابقة بعد دراسة ثلاثة أشكال قاتلة من هذا المرض الخطير وهي التي تصيب الرئة والأحشاء والثدي وهذه الأنواع الثلاثة تقتل معا سنويًا ما يقرب من 63 ألف شخص في بريطانيا. وجاء التأخر في تشخيص الأعراض سببًا أساسيًا في الخسائر البشرية وهذا ما دفع ريتشاردز إلى القول إن ذلك غير مقبول. وقال البروفسور ريتشاردز لمراسل صحيفة الغارديان اللندنية الصادرة اليوم إن هناك جهودًا جديدة تم التخطيط لها لتعليم الجمهور العلامات الأولى للسرطان ومعالجة التقاعس في إخبارهم طبيب الأسرة عن تطور الأعراض وتحسين مستوى أطباء الأسرة في تشخيص العلامات الأولى بفترة أبكر. وتعد بريطانيا فقيرة مقارنة بالمقاييس الدولية في تشخيص مرض السرطان، وستكون النتائج التي توصل إليها البروفسور ريتشاردز عنصرا ملحا وضاغطا على وزارة الصحة لتحسين خدمات التشخيص المبكر للسرطان. ويقول الخبراء إن التشخيص المبكر قادر على إطالة عمر المصاب ويمنح الفرصة لتقرير ما إذا كان بحاجة إلى عملية جراحية أو إلى العلاج بالأدوية أو الإشعاع وكل ذلك يحسن من إمكانيات النجاة من هذا المرض الخطير. وبحسب الدراسة التي ستصدر هذا الأسبوع للبروفسور ريتشاردز في مجلة "بريتيش جورنال أوف كانسر" المتخصصة بمتابعة أبحاث السرطان فإنه من الضروري أن تصب الجهود على التشخيص المبكر للعدد الأكبر من المصابين بالسرطان والذين يشكلون أكثر من 90% من الحالات المرضية للسرطان والذين يتم تشخيص حالاتهم من خلال الأعراض التي تظهر عليهم أكثر من الفحص بالأجهزة الخاصة لهذا الغرض. وتم تشكيل مؤسسة "مبادرة التشخيص المبكر والتوجيه القومي" للتنسيق ما بين الجهود في هذا الميدان. وثمن المكافأة الناجم عن هذه الجهود كبير جدا إذ سيكون ممكنا تجنب وفاة ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف مصاب بالسرطان خلال خمس سنوات من تاريخ تشخيص حالاتهم المرضية.