حذر أطباء متخصصون في الأمراض السرطانية من ارتفاع نسبة المصابين بسرطان الثدي بين النساء والرجال. وأكدت الدراسة التي جاءت بمناسبة بدء انطلاقة فعاليات أول حملة وطنية توعوية لمكافحة مرض سرطان الثدي لتعريف المجتمع بأضراره ومخاطره التي تنظمها وزارة الصحة مع شركة روش للأدوية تحت شعار «لا تدعي سرطان الثدي» يغدر بك. ولفتت الدراسة إلى أن المنطقة الشرقية جاءت في المركز الأول حيث بلغت نسبة المصابين 21,20 في المائة وجاءت مدينة الرياض في المرتبة الثانية بنسبة 19,9 في المائة والمدينة المنورة بنسبة 16,9 في المائة ومكة المكرمة بنسبة 16,4 في المائة والمنطقة الشرقية بنسبة 9 في المائة من مجموع الأمراض السرطانية. وأشارت الدراسة إلى أن تقارير وزارة الصحة سجلت 1157 حالة سرطان ثدي جديدة وبلغ عدد المصابين بأمراض الثدي في المملكة 5 آلاف و617 حالة مما يعني أن 13,06 سيدة من كل مائة ألف نسمة مصابة بهذا الداء. وأكد عدد من الأطباء على أهمية الحملة الوطنية لسرطان الثدي في توعية وتثقيف المجتمع بمخاطر هذا المرض الذي يهدد العديد من النساء ولم يسلم منه الرجال أيضاً. وأجمع كل من الدكتور محمود شاهين الأحول استشاري ورئيس قسم الباطنة في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز والأستاذ المشارك في تخصص الأورام السرطانية والدكتور ياسر البدوي زميل كلية الجراحين البريطانية على أهمية اكتشاف المرض منذ وقت مبكر مما يساعد على الشفاء بإذن الله. ولفتا إلى أن العامل الوراثي في الإصابة بسرطان الثدي يشكل النسبة الأكبر في عدد المصابين وأن نسبة الإصابة ترتفع إذا كان هناك مصابون في نفس العائلة ولابد في هذه الحالة من اجراء فحص دوري للتأكد من عدم الإصابة بالمرض. وبيّن الدكتور الأحول ان نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء أكبر من الرجال وتشكل نسبة سرطان الثدي لدى النساء 20 في المائة من مجموع الأمراض السرطانية الأخرى الموجودة لدى السيدات وأعلى نسبة وصل إليها السرطان الخاص بالثدي عند الذكور والإناث 9 في المائة. وبيّن أن من الأسباب الأخرى للإصابة بسرطان الثدي تناول بعض الأنواع من حبوب منع الحمل وكذلك الأنظمة والعادات الغذائية ومنها أكل الدهون بكثرة وكذلك عدم الانجاب حيث وجد أن النساء اللاتي لا ينجبن أكثر عرضة للمرض. وأفاد الدكتور الأحول ان الرضاعة الطبيعية والانجاب تحميان السيدة من الإصابة بسرطان الثدي وفق دراسات علمية تم اجراؤها. وأوضح ان من أهم العقاقير ذات الفعالية في علاج سرطان الثدي عقار هيرسبتين الذي يعمل على الجهاز المناعي للخلية السرطانية ولا يؤثر على الخلايا الطبيعية ولا يؤدي إلى آثار جانبية كتساقط الشعر وفقدان المناعة وغيرها لأنها توجه فقط للخلية السرطانية. وتناول الدكتور ياسر البدوي عضو وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية أهمية اكتشاف سرطان الثدي مبكراً موضحاً أن اكتشاف المرض يساعد إلى حد كبير في الشفاء. وقال ان سرطان الثدي يمكن علاجه في حالة اكتشافه مبكراً وإذا تم استئصاله أو جزء منه فإنه بالامكان إعادة بناء الثدي بالجراحة التجميلية وهي عمليات ناجحة وموفقة وتجري من أجل إعطاء الراحة النفسية للمريضة. ولفت إلى أهمية عقد مثل هذه الحملات الوطنية والتوعوية التي تساهم في وجود وعي صحي يواجه أي نوع من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان. من جهته قال المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة الدكتور خالد محمد مرغلاني ان الحملة الوطنية لسرطان الثدي هي رسالة توعوية لكافة شرائح المجتمع وخاصة النساء لدرء هذا الخطر الذي يهدد حياتهن. وأضاف ان سرطان الثدي يعد الأكثر شيوعاً بين النساء في المملكة حيث يحتل المرتبة الأولى بين الأمراض التي تصيب النساء ومن هذا المنطلق تتبنى وزارة الصحة مثل هذه المؤتمرات والحملات التوعوية التي تؤدي دوراً هاماً وفعالاً للتوعية بسرطان الثدي في مختلف أنحاء المملكة في إطار الجهود التي تبذل في هذا المجال والرامية إلى اطلاع النساء على أهمية التشخيص المبكر وتشجيعهن على مراجعة الطبيب عند ظهور أي ورم لاكتشاف المرض في مراحله الأولى لما لذلك من دور في الشفاء منه بإذن الله. ولفت الدكتور المرغلاني ان انطلاقة الحملة الوطنية لمرض السرطان تأتي في إطار حرص الدولة على العناية والرعاية التي توليها وزارة الصحة بأبنائها كونهم هم الركيزة الأولى لبناء المجتمع ودفع عجلة التنمية فيه موضحاً ان هذه الحملات تترك أثراً فعالاً في نشر التوعية بين كافة الفئات بالمجتمع مما يزيد الوعي ويقلل من انتشار المرض لأن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد في القضاء عليه. وشدد على أن وزارة الصحة ستعمل على تفعيل هذه الحملة من خلال برنامج معد ومدروس يشمل نشاطات عدة تتمثل في البرامج التوعوية التي سيتم بثها من خلال التلفزيون والإذاعة إلى جانب وسائل الإعلام والصحف وتوزيع المطبوعات والبروشورات التوعوية على كافة الوحدات الطبية لتوصيل المعلومة الصحيحة إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع. يذكر أن أمراض الثدي عامة نادراً ما تبدأ قبل مرحلة البلوغ ونادراً ما تستمر بعد مرحلة سن اليأس أي أن أغلب أمراض الثدي تتمركز خلال الفترة العمرية من 12 إلى 50 عاماً ولا تقتصر أمراض الثدي على النساء فقط بل تصيب الرجال أيضاً ومن أهم الأعراض التي تصاحب المرض الآلام في الثدي وافرازات في الحلمة ووجود كتل محسوسة. ويمكن التعرف على سرطان الثدي من خلال تصوير الثدي بأشعة اكس لأن هذا الفحص قادر على اكتشاف التغييرات الصغيرة والدقيقة للأنسجة التي قد تتحول إلى ورم خطير إذا لم تكتشف وتعالج في وقت مبكر.