حث المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا، على أهمية تشديد الرقابة على صحة الحيوان للمساعدة في تطويق انتشار فيروس "إيبولا" وغيره من الأمراض المعدية الخطيرة على صحة البشر. جاء ذلك خلال مناقشات استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض اليوم لمناقشة جدول أعمال الأمن الصحي العالمي شارك فيها قادة منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وممثلون عن أكثر من 40 دولة. وأكد الرئيس أوباما على مدى أهمية المواجهة الجماعية لانتشار الأمراض المعدية، مشيراً إلى أن تفشي الأمراض في عالم تترابط أجزاؤه على نحو وثيق، من الممكن أن ينعكس بالضرر على جميع البلدان. وقال الرئيس الأمريكي : "لا يمكن لأي أمة أن تجابه هذا التحدي بمفردها، إذ لا أحد هناك بمعزل عن الآخرين إلى هذا الحد"، مؤكداً ضرورة التعاون عالمياً في هذا الإطار. وتركز الإدارة الأمريكية على برنامج جدول أعمال الأمن الصحي العالمي باعتباره شراكة دولية لتعزيز النظم الصحية والعمل على الوقاية والكشف والاستجابة في حالة تهديدات الأمراض الناشئة. وتشير التقديرات إلى أن 70 بالمائة من الأمراض المعدية الجديدة التي ظهرت في صفوف البشر خلال العقود الأخيرة هي ذات أصل حيواني، ومعظمها يعود إلى مصادر الحياة البرية غير الداجنة. وصرح غرازيانو دا سيلفا بأن "السيطرة على الأمراض الحيوانية المنشأ والتهديدات الناشئة في صفوف البشرية نتيجة لها، ولا سيما في الواجهة المشتركة بين النظم الصحية والحيوانية والايكولوجية تتطلّب نهجاً متكاملاً ومتعدد التخصصات يجمع بين شتى القطاعات، للعمل على نحو مشترك ووثيق صوناً لصحة البشر والحيوانات وسلامة البيئة". وأوضح مدير منظمة "الفاو" أن الصحة الحيوانية واحدة من أضعف الحلقات في السلسلة الصحية العالمية. وأشار إلى أن معالجة الأمراض الحيوانية المنشأ - التي تسببها البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات المنقولة عبر الحيوانات والحشرات - هو نهج أعلى فعالية وسيحول أيضاً دون مزيد من انتشار الأمراض بين البشر. وقال إن التركيز على الوقاية "سيمكن البلدان من احتواء الخسائر البشرية الناجمة عن انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، أي قبل أن يصبح من الأصعب السيطرة عليها كما يتجلى بوضوح من تفشي وباء (إيبولا) حالياً فى غرب إفريقيا. وأشار المدير العام للفاو إلى غير ذلك من الأمراض الناشئة ذات الأصل الحيواني التي ظهرت على الساحة مؤخراً، مثل إنفلونزا الطيور (H5N1)، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، والالتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي (كورونا). وجدد التزام منظمة "الفاو"، جنباً إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بمواصلة دعم البلدان في معالجة الأخطار المحدقة بالصحة من المصادر الحيوانية، قائلاً "إننا نعمل مع بلداننا الأعضاء والشركاء الإقليميين لمساعدتهم على تطوير خطط التأهب والطوارئ تحسباً للأحداث المرتبطة بالصحة الحيوانية؛ وهذه القدرات إنما تخدم أهداف الصحة العامة والأمن الغذائي على حد سواء". وأضاف، "نتطلع إلى أفضل المعلومات الاستخبارية عن الأمراض لخدمة عمليات الإنذار العالمي المبكر". كما لفت إلى أن المؤتمر الدولي الثاني المقبل حول التغذية (ICN2)، الذي ينظم شراكة بين "الفاو" ومنظمة الصحة العالمية، سوف يطرح إطاراً عاماً لإجراءات التغذية المطلوبة كي تشكِّل بدورها جزءاً من جدول الأعمال العالمي بهذا الشأن في مرحلة ما بعد العام القادم.