من أرض الكارثة و داخل الحرم الجامعي لجامعة الملك عبد العزيز غرقى من الاطفال و النساء و رجال الأمن في كارثة تبكي لها العين دماً ، الجثث متناثرة يمنة ويسرة ، فتاة في السابعة عشرة من العمر و طفل عمرة ست سنوات مات في حضن رجل الدفاع المدني الذي فقد حياته وهو يحاول إنقاذ هذا الطفل المفجوع..... بعد عاصفة من الأمطار الكثيفة التي هزت مدينة جدة دمرت السيول جزء من كوبري الجامعة و انهار السور الجامعي من جهتين (الشرقية والجنوبية) بالكامل الي مدرسة البنات مما جعل السيول تجد الفرصة سانحة أمامها لتجرف كل ما تجده في طريقها بكل قوة و سرعة و توصلها إلى داخل السكن الجامعي لأعضاء هيئة التدريس ، حيث جرفت السيول العشرات من السيارات بما فيها من أطفال ونساء ، المئات من البشر هرعوا للمساعدة سواء كانو جهات رسمية أو متطوعين. كنت في أرض الكارثة ثلاثة جثث انتشلتها من مجرى السيل بمساعدة بعض المتطوعين حتى نقوم بإيصالها لرجال الامن الذين تم انتظار وصولهم من الساعة الثانية ظهرا و لم يصلوا إلينا إلا في الساعة السادسة مساء بحكم سوء الاوضاع في كل مكان و محاولةً منهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه الكارثة. و في نهاية عملية إنتشال الجثث ، صرح ل صحيفة عناية أحد المسؤولين الذي رفض نشر إسمه أنه وحتى الساعة تم إنتشال عشرة جثث. كما صرح لصحيفة عناية مدير الطوارئ المناوب في المستشفى الجامعي أن ثلاجة الموتى لا تحتمل المزيد من الجثث و ان الوضع كارثي و مفجع و أنه تم إستنفار جميع الجهود والامكانات للتعامل مع الموقف .