لم يدرك عبدالرحمن حمود الشمري أن انتدابه من جوازات حائل للعمل في موسم الحج بالمشاعر هذا العام سيدخله في الأحداث الدراماتيكية التي عاشها وأسرته العام الماضي، حين جرفت سيول «وادي مشار» في حائل شقيقته وزوجها وتطوع ثلاثة من المواطنين لإنقاذها. فشقيق «غريقة حائل» الأربعاء الماضي وخلال انتقاله من جدة إلى المشاعر فوجئ بالسيول تدهم مركبته على مقربة من السور الخارجي لجامعة الملك عبدالعزيز الذي انهار جزء منه، وشاهد عائلة من رجل وزوجته إلى جانب رضيعتهما التي لم تتجاوز الشهرين داخل سيارة طراز «كابريس» يجرفها الطوفان، يوشكون على الغرق، متذكراً الظروف العصيبة التي عاشتها أسرته العام الماضي وبدافع إنساني تقدم لإنقاذ الطفلة وسلمها لعائلة أخرى كانت قريبة من الموقع، ليعود بعدها وينقذ الأم وزوجها. وروى الشمري الظروف العصيبة التي عاشها الأربعاء الماضي قائلاً : « الطريق توقف فجأة قرابة الساعتين أمام كبري جامعة الملك عبدالعزيز بالقرب من طريق الحرمين ثم تدفقت السيول بعنف بعد أن حطمت جزءاً من السور وشرعت في جرف كل من يعترضها»، مشيراً إلى أن الأم سألته عن طفلتها « آلين السبيعي» وهل هي توفيت أم مازالت على قيد الحياة، « فأجبتها أني سلمتها لعائلة نقلتها فوراً لأقرب مستشفى». وذكر أن الأسرة طلبت منه رقم هاتفه، مفيداً أنهم اتصلوا به أمس في حائل وبشروه بعثورهم على الرضيعة في أحد المستشفيات وهي بصحة جيدة. معتبراً أن ذلك من الأخبار السارة التي استمع إليها طيلة حياته. وقال: « تمكنت مع عدد من الشبان من إنقاذ العديد من النساء والأطفال ورفعهم إلى سور الجامعة الذي انهار جزء منه نتيجة تراكم السيول المندفعة بشدة»، مضيفاً أن الطائرة العمودية لم تتمكن من الاقتراب منهم نتيجة أعمدة الكهرباء، متذكراً انتشالهم طفلاً متوفى في الثالثة من العمر جرفه السيل قرابة 500 متر . وأفاد أن تلك الكارثة أسهمت في خلق حال من التعاون والألفة بين الأهالي، داعياً الله «ألا يعيدها علينا مرة أخرى».