أكد علماء أمريكيون أن هناك سمة بيولوجية خاصة يمكن أن تميز المدخنين المعرضين بشكل أكبر للإصابة بسرطان الرئة. وأوضح الباحثون في مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن" اليوم أن هذا الكشف يمكن أن يكون بادرة للتعرف المبكر على السرطان لدى المدخنين وتحديد العلاج المناسب لكل حالة على حده. كما أشار الباحثون إلى أن سرطان الرئتين لا يتم التعرف عليه حاليا إلا في مرحلة متقدمة مما يجعله شبه مستعصي على العلاج. ويبحث الأطباء منذ وقت طويل عن طريقة فعالة للكشف المبكر عن سرطان الرئة. ويموت أكثر من مليون شخص سنويا على مستوى العالم بسبب الإصابة بسرطان الرئة. ويصاب تسعة من بين كل عشرة أشخاص بهذا المرض في غرب أوروبا بسبب التدخين. ولكن ليس كل مدخن يصاب بالسرطان مما جعل العلماء يبحثون عن سمات جينية للسرطان في الأنسجة لدى 10 إلى 20% من المدخنين وهي النسبة التي تصاب بسرطان الرئة جراء التدخين. وبالفعل وجد الباحثون أن جدار الشعب الهوائية لدى المدخنين المرضى سلسلة من الجينات النشطة غير الموجودة لدى المدخنين غير المصابين. ويؤكد الباحثون أن هذه الجينات المفعلة تنتمي لمرحلة تطور أحيائي كيميائي تتحول فيها الجينات العادية إلى خلايا سرطانية. ويطلق الباحثون على هذه المرحلة اسم "بي أي 3 كيه" وأنه يمكن التصدي لهذا التطور السلبي باستخدام مادة مايو انوسيتول قبل أن يتكون الورم الخبيث. وبذلك استطاع العلماء ليس فقط التعرف على المدخنين المعرضين للإصابة بالسرطان بل إعاقة نمو الورم الخبيث أيضا من خلال العلاج في الوقت المناسب بهذه المادة المضادة للسرطان. ويرى الباحثون أن ذلك يمكن أن يكون أول علاج فعال ضد سرطان الرئة لدى المدخنين الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان. وحسب العلماء فإن اختبار الكشف عن الجينات النشطة التي تؤدي للإصابة بسرطان الرئة يصلح للفحص الدوري لأنسجة الشعب الهوائية لدى المدخنين. وأوضح رئيس فريق الباحثين، البروفيسور أفروم سبيرا من جامعة بوسطن أن المعلومات التي يحصل عليها الأطباء من خلال هذا الفحص مهمة "لأن الأطباء يمكن أن يحصلوا خلال هذا الفحص على الخلايا المراد فحصها بحثا عن السرطان بشكل غير جراحي نسبيا". وأكد البروفيسور أنه من غير الضروري الحصول على عينات من أنسجة الشعب الهوائية، وأن هذا يعد تقدما هاما في مجال الوقاية من سرطان الرئة وذلك لأنه لم يكن هناك حتى الآن استراتيجيات فعالة للوقاية من سرطان الرئة لدى المدخنين الأكثر عرضة للإصابة بالورم الخبيث.