يقول خبراء ان العديد من الأطفال التوحديين في أنحاء العالم العربي لا يستطيعون الحصول على الاهتمام الذي تشتد حاجتهم اليه في مراكز متخصصة لارتفاع كلفة الرعاية وقلة الدعم لهذه الفئة من المجتمع... ويوجد في الأردن زهاء تسعة آلاف طفل توحدي والمراكز الخاصة هي الخيار الوحيد المتاح لأسرهم لمساعدتهم على تحسين مهارات التواصل والتخاطب. ويقول الخبراء ان مراكز التوحد ينبغي اعدادها على أسس علمية وألا يزيد عدد الأطفال في الفصل الواحد عن خمسة. وقال سامر فريحات مدير المركز الاستشاري للتوحد في عمان "الطفل عنده إعاقة بالتواصل.. مشكلة بالتواصل.. بالتالي تأهيله في عملية التواصل بالذات والتركيز على هذه المهارة يتطلب كثير من الاعدادات أكثر من أي مركز أو قطاع خدمي آخر. تأتي هنا أهمية دعم المنظمات غير الحكومية لدعم هذه الفئة من الأهالي. للأسف الشديد في عالمنا العربي هناك الكثير من الحالات الذين لا نجد لهم مكان. لماذا؟.. لارتفاع الكلفة." ويخصص أخصائي لكل طفل متوحد في الظروف النموذجية لمساعدته في تحسين المهارات التي يحتاج اليها في حياته اليومية. لكن كلفة مثل هذا النوع من الرعاية الخاصة يفوق قدرات معظم الأسر. والنظرة الاجتماعية مشكلة أخرى كبيرة تواجهها أسر الأطفال المتوحدين. وذكرت أنوار عبيد الاخصائية بالمركز الاستشاري للتوحد أن الأطفال المتوحدين يحق لهم أن يعيشوا حياة طبيعية لكن قلة الوعي العام تقف حاجزا بين الأطفال الطبيعيين وأقرانهم المتوحدين. وقالت أنوار "طفل التوحد من حقه أن يجتمع مع الناس ويتعامل معهم. لدينا هنا الكثير من الناس الذين لا يعرفوا ما هو التوحد. من حقهم أن يخرجوا ويندمجوا بالمجتمع ومن حق الاطفال الآخرين أن يتفاعلوا معهم لا أن يبتعدوا عنهم لانهم يتصرفوا تصرفات غريبة. يجب أن يتقبلهم المجتمع أكثر ويكون هناك توعية بالمجتمع عن أطفال التوحد وبالعالم العربي بالذات حتى يتقبلهم." والتوحد له مجموعة مختلفة من الاعراض منها العجز الشديد عن التواصل والتخلف العقلي وأعراض أقل حدة نسبيا تسمى متلازمة اسبرجر. وفي الثاني من ابريل نيسان من كل عام يحتفل باليوم العالمي للتوحد من أجل تسليط الضوء على واحد من أكثر الأمراض غموضا التي تصيب الأطفال في العالم. ولم يتوصل الأطباء الى تحديد سبب مؤكد للتوحد لكن الواضح أنه كثيرا ما يكون وراثيا وتنتقل جيناته من جيل لآخر في الأسرة الواحدة.