أكد وكيل الوزارة للخدمات العلاجية الدكتور عبدالعزيز الحميضي بأن المريض خالد الشاعري يعتبر مريضاً استثنائياً ، مشيداً بالجهود التي بذلت لمساعدة المواطن الشاعري وحيث أن وزنه الزائد يعتبر الأول على مستوى المملكة وعلى المستوى الأقليمي والعربي وفي حالات نادرة جداً في العالم . وأضاف د. الحميضي أن الإجراءات بدأت بمساعدة المريض منذ صدور الأمر السامي الكريم بنقلة والبحث عن علاج ، لافتاً أنه تم البحث عن مراكز علاجية خارج المملكة إلا أن العقبة الرئيسية التي واجهت الفريق الطبي هي وسيلة النقل حيث حدثت مع مرضى سابقين أقل وزناً . وأشار أنه وجب على الوزارة التعامل مع الموقف بدلاً من نقله للخارج والعمل على علاجه داخلياً بداية بتصنيع الاجهزة الخاصة للمريض من رافعة طبية وأسرة خاصة تتحمل الوزن الزائد إضافة إلى الكراسي المتحركة المخصصة للمريض وكل ذلك حرصاً على سلامة المريض من جانبه أعلن الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية ، عن إنشاء مركز وطني لعلاج السمنة في المدينة الطبية، يختص بعلاج حالات السمنة المفرطة في المملكة ويكون مرجعا رئيسا لهذه الحالات، يسعى إلى توفير أفضل السبل العلاجية بشكل يتناسب مع حجم هذه ا لأمراض. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته مدينة الملك فهد الطبية اليوم الثلاثاء في مقرها، بحضور أعضاء الفريق الطبي والإشرافي من وزارة الصحة والدفاع المدني ومدينة الملك فهد الطبية، لعلاج حالة المريض خالد شاعري مريض السمنة المفرطة 610 كيلو جرام، تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بنقله علاجه في مدينة الملك فهد الطبية, والعمل طبياً على استعادة حياته الطبيعية وتخليصه من السمنة المفرطة. وقال المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود عبدالجبار اليماني بأنه بناء على التوجيه السامي الكريم، أن المريض الشاعري وصل أمس الأثنين إلى المدينة بعد نجاح عملية النقل وتم إدخاله إلى الغرفة المخصصة له بعد إجراء الفحوصات الطبية وتهيئة المريض طبيا من قبل الفريق المعالج، مؤكدا أن حالته مستقرة ويخضع للملاحظة المباشرة الآنية. وأضاف بأنه تم وضع خطة من مراحل عدة شملت أولا تقديم الخدمات العلاجية له في سكنه بشكل كامل وكأنه داخل المستشفى لحين نقله. ثم العمل على إعداد خطة النقل بالتنسيق مع الدفاع المدني وإدارة الطواري والجهات ذات العلاقة، وبإشراف طبي كامل من قبل استشاري الطوارئ والكوارث الدكتور بدر العتيبي بالتعاون مع إدارة الطوارئ بوزارة الصحة والدفاع المدني،وذلك للأشراف على نقله بشكل آمن وسليم إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض ثم تولى الفريق الطبي بقيادة استشاري جراحة المناظير والسمنة في المدينة الدكتور عائض القحطاني علاجه. وأكد الدكتور اليماني بأن هذه الحالة النادرة والصعبة قد تطلبت الكثير من التخطيط وخاصة من فريق الدفاع المدني من اجل هدم جدار المنزل ومن ثم إنشاء جسر لإخراجه ومن ثم إنزاله من الطابق الثاني بسلامه إلى الأرض. وأوضح المدير العام التنفيذي بأن هذه المراحل تطلبت تصنيع بعض الأجهزة الخاصة في الولاياتالمتحدة وطلب أجهزه أخرى مثل السرير والرافعة الآمنه والكرسي المتحرك بحكم أن الحالة جداً استثنائية، مشيرا إلى إجراء عدة تجارب لضمان سلامه هذه الخطوات وكفاءتها. وأشار بتضافر القطاعات سواء الصحية أو الدفاع المدني التي شاركت في هذه المهمة الإنسانية. وكان معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قد شكل لجنة طبية برئاسة وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الدكتور عبد العزيز الحميضي وعضويه استشاري جراحة المناظير والسمنة الدكتور عائض ربيعان القحطاني وممثلين من الجهات المعنية ذات العلاقة من وزارة الدفاع ممثلة بالنقل الجوي والإخلاء الطبي الجوي، ووزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومدينة الملك فهد الطبية، وصحة جازان، وذلك لإخلاء المريض من جازان إلى مدينة الملك فهد الطبية. من جهته، ذكر رئيس الفريق الطبي استشاري جراحة المناظير والسمنة بالمدينة الدكتور عائض ربيعان القحطاني أن المرحلة الثانية تضمنت نقله إلى سيارة الاسعاف والتي تم إعدادها خصيصا لمثل هذه الحالة بصفتها حاله استثنائية حيث لم يتم التعامل مع اي حالة مشابهه في التاريخ الطبي. ويليها مرحله نقله بطائرة سي 130 العسكرية وآليه نقله من وإلى الطائرة وكذلك التعامل معه داخلها. ثم مرحله نقله من الطائرة مرة أخرى إلى مدينة الملك فهد الطبية بالإسعاف وآلية ذلك وأخيراً إدخاله إلى غرفته بالمدينة. وأشار الدكتور القحطاني إلى أن المريض خالد من مواليد عام 1412 ه وكان حمله وولادته طبيعية, ولكن في الشهر الخامس بدأت حالات التشنج وفقدان الوعي تتطور مع المريض, وفي السنة الثانية من عمره بدأ وزنه في النمو السريع حتى قيد طفولته وحركته ونشاطه. وللمريض عشرة اشقاء, شقيقه الأكبر 23 عاما يعاني من سمنه ب150 كيلو, وشقيقته 18 عاماَ أيضاً تعاني من السمنة ب 100 كيلو. وقال رئيس الفريق الطبي أن المريض الآن ملازم لسريره منذ ثلاثة أعوام تقريباً ولا يستطيع الحركة حتى إلى دورة المياه, ويعاني من عدم حركة الأطراف السفلى في كل القدمين.