أعلن المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني عن إنشاء مركز وطني لعلاج السمنة في المدينة الطبية، يختص بعلاج حالات السمنة المفرطة في المملكة، ويكون مرجعاً رئيساً لهذه الحالات، يسعى إلى توفير أفضل السبل العلاجية بشكل يتناسب مع حجم هذه الأمراض. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته مدينة الملك فهد الطبية، أمس، في مقرها، بحضور أعضاء الفريق الطبي والإشرافي من وزارة الصحة والدفاع المدني ومدينة الملك فهد الطبية، لعلاج حالة المريض خالد شاعري مريض السمنة المفرطة، 610 كيلوجرامات، تنفيذاً لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بنقله وعلاجه في مدينة الملك فهد الطبية, والعمل طبياً على استعادة حياته الطبيعية وتخليصه من السمنة المفرطة.
وقال المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود عبدالجبار اليماني إنه بناء على التوجيه السامي، فإن المريض الشاعري وصل أمس إلى المدينة بعد نجاح عملية النقل، وتم إدخاله إلى الغرفة المخصصة له بعد إجراء الفحوصات الطبية وتهيئة المريض طبياً من قبل الفريق المعالج، مؤكداً أن حالته مستقرة ويخضع للملاحظة المباشرة الآنية.
وأضاف أنه تم وضع خطة من مراحل عدة تشمل أولاً تقديم الخدمات العلاجية له في سكنه بشكل كامل، وكأنه داخل المستشفى لحين نقله، ثم العمل على إعداد خطة النقل بالتنسيق مع الدفاع المدني وإدارة الطوارئ والجهات ذات العلاقة، وبإشراف طبي كامل من قبل استشاري الطوارئ والكوارث الدكتور بدر العتيبي بالتعاون مع إدارة الطوارئ بوزارة الصحة والدفاع المدني، وذلك للإشراف على نقله بشكل آمن وسليم إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ثم تولى الفريق الطبي بقيادة استشاري جراحة المناظير والسمنة في المدينة الدكتور عائض القحطاني علاجه.
وأكد الدكتور "اليماني" أن هذه الحالة النادرة والصعبة قد تطلبت الكثير من التخطيط، خاصة من فريق الدفاع المدني من أجل هدم جدار المنزل، ومن ثم إنشاء جسر لإخراجه، ومن ثم إنزاله من الطابق الثاني بسلامة إلى الأرض.
وأوضح المدير العام التنفيذي أن هذه المراحل تطلبت تصنيع بعض الأجهزة الخاصة في الولاياتالمتحدة وطلب أجهزة أخرى مثل السرير والرافعة الآمنة والكرسي المتحرك، بحكم أن الحالة استثنائية جداً، مشيراً إلى إجراء عدة تجارب لضمان سلامة هذه الخطوات وكفاءتها، وأضاف أن جميع الجهود موحدة مع جميع القطاعات، سواء الصحية أو الدفاع المدني الذي سيشارك في هذه المهمة الإنسانية.
اللفتة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - ستعيد الشاب خالد (22 عاماً) الذي يعشق كرة القدم, ويتابع القنوات الرياضية بشغف واهتمام, ويعيش مع والديه وأشقائه في جازان، إلى الحياة اليومية الطبيعية لشاب في مقتبل عمره بعد أن حرمته السمنة المفرطة من الالتحاق بالمدرسة حتى أصبح أمياً في عصر المعرفة.
وقد شكل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة لجنة طبية برئاسة وكيل وزارة الصحة للشؤون العلاجية الدكتور عبدالعزيز الحميضي وعضوية استشاري جراحة المناظير والسمنة الدكتور عائض ربيعان القحطاني وممثلين من الجهات المعنية ذات العلاقة من وزارة الدفاع ممثلة بالنقل الجوي والإخلاء الطبي الجوي، ووزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومدينة الملك فهد الطبية، وصحة جازان، وذلك لإخلاء المريض من جازان إلى مدينة الملك فهد الطبية.
من جهته، ذكر رئيس الفريق الطبي استشاري جراحة المناظير والسمنة بالمدينة الدكتور عائض ربيعان القحطاني أن المرحلة الثانية تشمل نقله إلى سيارة الإسعاف، والتي هي أيضا تم إعدادها خصيصاً لمثل هذه الحالة بصفتها حالة استثنائية لم يتم التعامل مع أي حالة مشابهة في التاريخ الطبي، ويليها مرحلة نقله بطائرة سي 130 العسكرية وآلية نقله من وإلى الطائرة، وكذلك التعامل معه داخلها، ثم مرحلة نقله من الطائرة مرة أخرى إلى مدينة الملك فهد الطبية بالإسعاف وآلية ذلك وأخيرا إدخاله إلى غرفته بالمدينة.
وأشار الدكتور "القحطاني" إلى أن المريض خالد من مواليد عام 1412ه، وكان حمله وولادته طبيعية, ولكن في الشهر الخامس بدأت حالات التشنج وفقدان الوعي تتطور مع المريض, وفي السنة الثانية من عمره بدأ وزنه في النمو السريع حتى قيد طفولته وحركته ونشاطه، وللمريض عشرة أشقاء, شقيقه الأكبر 23 عاماً يعاني من سمنة ب150 كيلوجراماً, وشقيقته 18 عاماً أيضاً تعاني من السمنة ب100 كيلوجرام.
وقال رئيس الفريق الطبي إن المريض الآن ملازم لسريره منذ ثلاثة أعوام تقريباً، ولا يستطيع الحركة حتى إلى دورة المياه, ويعاني من عدم حركة الأطراف السفلية في كل القدمين.
وأضاف الدكتور "القحطاني" أن نقل المريض سيكون يوم الاثنين القادم وسيخضع للفحوصات اللازمة, ووفق نتائج الفحوصات الطبية سيتم وضع خطة علاجية من قبل فريق متعدد التخصصات.