مررت بجوارها وسمعتها تقول بأسى وبوجهٍ بانت عليه تعابير السخط : "فقط لو أن بشرتي بيضاء لكنت أجمل" . إنها امرأة رزقها الله الصحة في البدن والعقل وهما نعمتان مغبوط عليها كثير من الناس . لم تدرِ تلك أن هناك من أُصيب بعاهة جلدية أبدية يتمنى فقط لو يُشفى من ربعٍ منها . أما ذاك فقد كان يقيس طوله وقد قطّبَ جبينه يغمغم بكلمات التقطت منها قوله : "حظي النحس ما جابلي إلا جينات القصر من جدي" اندهشت من تلك الكلمات ، ليتها كانت حمداً على نِعم الحواس ، أو نعمة الدين ، بدل مقت الذات في نواقصها لا البحث عن إيجابياتها وشكر الله عليها . إن هذه المشاهد ما هي إلا نقطة من بحر تذمر بعض الناس وشكواهم على كل صغيرة وكبيرة . لماذا لا نجمع طاقاتنا المهدرة في التذمر والشكوى ، وفي مقت هذا وذم ذاك والبحث في نواقص الأمور ، لتكون في بناء شيء يمكن بناؤه ، لتطوير وتصليح ما أمكن ، للتعاون في أمور تقود هذه الأمة نحو الأمام ، بدل البكاء على لبن مسكوب ، أو كوبٍ قد انكسر. يقول عز من قائل : "ولئن شكرتم لأزيدنكم" . هل تفكر أحد منا في عدد أساليب التوكيد في هذا الوعد الرباني العظيم ، وهو عز وجل إن استخدم توكيداً واحداً لكفانا. أين نحن من تطبيق هذه الآية في حياتنا ؟ ليتنا نبدأ من اللحظة في استشعار نِعم الله علينا كالصحة أو المال ، أو الذرية أو الجاه ، أو العلم أو أيٍ كان ؛ لنربي في أنفسنا الشعور بالامتنان لكل أرزاقنا ، فتزيد بعون من رزقنا . وختاماً احفظ معي بيتا لإيليا أبو ماضي يقول فيه : أيها المشتكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلاً *طالب طب السنة الثالثة - جامعة السلطان قابوس