افتتح نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم اليوم، اللقاء العلمي الثلاثين الذي يقام تحت عنوان "مخاطر الانترنت والألعاب الإلكترونية على النشء في المملكة "، وتنظمه المدينة ممثلة في الإدارة العامة لمنح البحوث في مقرها بالرياض. وأكد الدكتور السويلم في كلمة استهل بها اللقاء العلمي، سعي المدينة إلى دعم أكبر عدد من المشاريع والدراسات البحثية ذات العلاقة بالجوانب الاجتماعية، التي لها ارتباط بقضايا علمية تقنية، ونقل نتائجها إلى المجالات العالمية التطبيقية الواقعية حتى يكون لها الأثر الكبير بإذن الله. وبين أن المملكة صنفت الأولى على مستوى العالم في استخدام بعض تطبيقات الانترنت وخصوصاً المواقع الاجتماعية مثل موقع كيك keek""، وهذا له مؤشرات يجب الاستفادة منها بشكل إيجابي. وأبان الدكتور السويلم أن القيام بالدراسات العلمية هو الخطوة الأولى, حيث أن الأهم من ذلك هو مناقشة تلك الدراسات ونتائجها, والأكثر أهمية وضع آليات بطريقة تطبيقها على أرض الواقع تضمن نجاحها, وهو ما تسعى إليه المدينة من خلال هذا اللقاء. إثر ذلك بدأ اللقاء بالمحاضرة الأولى التي قدمها الدكتور سليمان بن عبدالله العقيل من جامعة الملك سعود بعنوان "أخطار شبكة المعلومات العنكبوتية (الانترنت)"، أوضح فيها أن الدراسة هدفت إلى التعرف على مخاطر (الإنترنت) في المجتمع السعودي، وتحديد آثاره السلبية داخل المجتمع، والكشف عن دور الآثار السلبية للإنترنت في شيوع الانحراف داخل المجتمع السعودي، بالإضافة إلى الكشف عن دور الآثار السلبية للانترنت في الإخلال بأمن المجتمع، والكشف عن دور الآثار السلبية للانترنت في نشأة بعض الأفكار السيئة التي تبتعد عن روح الشريعة الإسلامية، وتحديد أهم أشكال الانحرافات السلوكية لمستخدمي الانترنت، واقتراح توصيات عملية للتعامل الواعي المجتمعي مع الانترنت، واقتراح آلية لتطبيق نتائج وتوصيات البحث. وأوصى الدكتور العقيل بضرورة طرح المزيد من الدراسات التتبعية والتحليلية للحد من آثار الانترنت، وإيجاد خطط للرفع من مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الإنترنت، بالإضافة إلى تدعيم القيم الايجابية مثل الموطنة والمسؤولية المجتمعية التي تحض على الالتزام بالمعايير والقيم والأخلاق، وإيجاد آلية مناسبة للإشراف والحد من الآثار السلبية للانترنت. بعدها قدم الدكتور عبدالكريم بن عبدالله السيف من عمادة التطوير الأكاديمي بجامعة القصيم، المحاضرة الثانية بعنوان "برنامج مقترح للوقاية من أخطار استخدام الانترنت وأثره على تنمية وعي طلاب التعليم العام ببعض قضايا الانحراف"، تحدث فيها عن التطورات التقنية المتسارعة والمتلاحقة ولعل أبرزها تلك التطورات التي لحقت بشبكة الانترنت وأتاحت إمكانية الوصول إلى مصادر المعلومات والتواصل بشكل مذهل. وأشار إلى أنه بالرغم من وجود إيجابيات عدة لاستخدامات الانترنت، إلا أن هناك سلبيات ومخاطر تكتنف ذلك الاستخدام، وتتمثل تلك المخاطر في المخاطر العقدية والأخلاقية والاجتماعية والأمنية والفكرية. وأكد الدكتور السيف أن مخاطر الانترنت تزداد بزيادة قلة الوعي بين المستخدمين، كون كثير من تلك المخاطر غير معروفة للمستخدمين وللآباء ولأولياء الأمور والمربين، وانعدام الدراسات التي تناولت ضرورة التوعية بمخاطر استخدام الانترنت. وقال: " إن برنامج وقائي مقترح طبق في استخدامات شبكة الانترنت على عينة طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، تبين خلاله أن هناك انخفاض كبير في وعي الطلاب والطالبات بمخاطر الانترنت العامة ومخاطر الاختراقات وتدمير المواقع واستقبال الفيروسات والمخاطر المالية والمخاطر الأخلاقية ,بينما وجد أن وعيهم بالمخاطر الشخصية والسياسية والدينية والمالية كان أكثر من غيرها". وأوصى الدكتور السيف بعدد من التوصيات منها تهيئة المناخ المناسب لتعرض الطلاب والطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية لشبكة الانترنت من خلال توفير برامج وقائية يتعين أن يمر بها الطلاب والطالبات قبل تجوالهم عبر شبكة الانترنت، وأهمية تدريب وتشجيع المعلمين على الاتصال بطلابهم من خلال الصفحات المدرسية الالكترونية والبريد الإلكتروني. كما أوصى بتبني تنمية ثقافة توظيف الانترنت في تعلم ماهو جديد وتوظيف ذلك لأغراض التعليم والتعلم في المواد الدراسية المختلفة، وتزويد الطلاب والطالبات بوصف مختصر لبعض المواقع المفيدة في المجال العلمي والتربوي والترفيهي والتثقيفي وكيفية تحقيق أقصى درجات الاستفادة منها. وفي المحاضرة الثالثة التي قدمها الدكتور خالد بن إبراهيم العواد بعنوان :"الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها السلبية على الأطفال في المملكة : المشكلات والحلول"، أوضح فيها أن مرحلة الطفولة تعد من المراحل المهمة والخطرة في حياة الفرد، يتم فيها بناء شخصيته في شتى الجوانب سواء أكانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية، مفيداً أن للطفل في تلك المرحلة العديد من الحقوق ومنها حقوقه في الترفيه واللعب، حيث يمثل اللعب أهمية قصوى في تشكيل شخصية الطفل من شتى الجوانب إذا ما تم بطريقة مقننة وتحت إشراف من القائمين على تنشئته سواء في المنزل أو المدرسة . وبين أن الدراسة هدفت إلى التعرف على نسب انتشار ألعاب البلاي ستيشن، وأسباب انتشارها لدى الطلاب والطالبات في مدارس المملكة، ومضار الإسراف في استخدامها على الجهاز العصبي والسمعي والبصري والهيكل العظمي بالإضافة إلى مستوى القلق والسلوك العدواني والتقبل الاجتماعي، واقتراح برمجيات لألعاب إلكترونية بديلة يتم تصميمها بما يتماشى مع قيم الإسلام والعادات والتقاليد في المجتمع السعودي، ووضع العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية لأولياء الأمور والأطفال لتحسين توجهاتهم وفهمهم للآثار السلبية والايجابية لتلك الألعاب. وأوصى الدكتور العواد في دراسته للحد من الآثار السلبية التي تترتب على استخدام وممارسة ألعاب البلاي ستيشن بصورة غير مقننة، بضرورة تقديم برنامج مقترح للحد من التأثيرات السلبية على الأطفال في حال استخدامهم للألعاب الإلكترونية، يحدد فيه طريقة التعامل مع الألعاب الإلكترونية بطريقة راشدة تخفف السلبيات وتعظيم الإيجابيات ويتمثل ذلك من خلال المؤسسة التربوية (المناهج المعلمون الإدارة المدرسية تقنيات التعليم)، والمؤسسة الإعلامية (برامج توعية وتثقيف)، وأولياء الأمور والمنتجون .