وافقني صديقي على ما قلته فيما مضى من حديث بيننا، في الجزء السابق، فتابعت قولي:
عندما ترى الطغيان والاستبداد وإبادة البشر، تراه شنيعاً لا تطيقه نفوس البشر، ولكن ذلك المظلوم يفيق من غفلته، ويستغفر من ضعفه وذنبه وخطئه، والظالم يحاصر نفسه ويفضح الظلم (...)
يسألني: لماذا خلق الله الأمم؟ وما الحكمة منه؟ وما المانع لو أن الحياة خلت من العذاب والشقاء؟ وما بالنا نرى الإنسانية تعيش ألوان العذاب ونرى الله يتركها فلا يسمع لها نداءً؟
فقلت له: الأمر أعمق مما تتصور، وأخفى وأدق مما نظن. ولكنني سأحدثك عن بعض ما (...)