كلما صمت الناس قليلا عن علاقة الملك عبد العزيز بالإنجليز أثناء تكوينه هذه الدولة العظيمة لا يلبثون أن تُعاد عليهم القصة كما يرويها الأفاكون، لا كما هي على الحقيقة، ويصدقها الناس من جديد ويتفاعلون معها بالتعليقات التي تدل على أن الردود الموثقة لم (...)
لم أكن يومًا أشعر بالحاجة للكتابة عن يزيد بن معاوية، في ميدان أهل السنة والجماعة، وذلك لأن خلافته تبقى تاريخًا؛ وموقفُ أهل السنة من أحداث التاريخ معروف، وهو أنها تُروى مثل سائر الأحداث في الإسلام، فليست عقيدة المُسلم مرتَهَنَةً بأحدها أو مُتوَقِفةً (...)
رغم مرور ما يقارب الألف والأربعمائة عام على حدوثها، لا تزال حركة عبدالرحمن بن الأشعث ضد الدولة الأموية في حاجة ماسة إلى دراستها، والاستفادة من نتائجها، وقد كان المسلمون الإسلاميون حقًا فيما بعد تلك الوقائع، قد خرجوا بنتيجة فقهية جديدة، مستفيدين من (...)
تقع على السلفيين وحدهم مسؤوليةٌ أعظم من سواهم في تمثيل الإسلام في وحدته وفي مبادئه وفي أخلاقه وفي حضارته، وذلك لأن الأصل الذي ينطلقون منه هو أَخْذُ الدين عن مَصدَرَيْه الأصليين الكتابِ والسنةِ، بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، بينما لم يكن غيرهم (...)
حين تستعرض التاريخ الأخلاقي عند سائر الأمم ستلتفت حتماً إلى أمر شديد الظهور، وهو ضعف التداخل التلقائي بين الأمم في أخلاقها ولغاتها وآدابها وعاداتها وكل ما وجد عبر التاريخ من تداخل في هذه الأمور بين الشعوب فهو أخلاق فطرية تشابه فيها بنو آدم لكونها (...)
بالشيخ الدكتور عثمان الخميس عالم في الشريعة الإسلامية مواطن كويتي وينتمي إلى المملكة العربية السعودية في تعلمه ومشايخه، وعروقه العشائرية، فهو خريج جامعتي الإمام محمد بن سعود والملك سعود في شهاداته العليا، الماجستير والدكتوراه، وخريج مدارس علماء (...)
وقد ظلّ الحال بالسلفية من التقدير والإقبال عليها بالمكان المحمود حتى لم يعد في المنظور إلا مراحل يسيرة ويصبح المنهج السلفي رسالة إسلامية واحدة جامعة للجميع، وكان ذلك يؤذن -لو تحقّق- بقوة إسلامية دينية وعلمية وشعبية وسياسية وصناعية وعسكرية؛ لأن (...)
عثمان بن سند الفيلكاوي المتوفى سنة 1242ه أحد العلماء الذين امتلأت قلوبهم قيحاً على الدولة السعودية الأولى ودعوتها الإصلاحية، ولم يكن له سبب يزعمه لهذا الحقد إلا ما يدعيه جميع المناوئين من التكفير والاستهانة بدماء الناس وأموالهم كما يزعمون، وعند (...)
شرف نشأة الدولة السعودية مكتسب ليس لأمة من الأمم المعاصرة شَرَف مثله، وأساليب العمل على إسقاط هذا الشرف وتشويهه باتت كثيرة ومتعددة الجهات والاتجاهات، ومنها الإلحاح الكاذب على ابتنائها على تاريخ تكفيري دموي، ومن المؤسف أن نجد أقلاماً وطنية تنساق مع (...)
بعد مقالي السابق «التكفير بين الدرر السنية وبين ابن عبدالشكور» تواصل معي بعض طلاب العلم والمثقفين مستغربين من عبارات ابن عبد الشكور المغرقة في دنس التكفير الذي لا يرتضيه صاحب فطرة سليمة، وأكد بعضهمُ ما أشرتُ إليه في المقال، وهو أن نُقَّاد الخطاب (...)
في المقالين السابقين تحدثت عن استخدام التصوف كاستراتيجية سياسية، ليس من قِبَل المشروع الباطني الذي كان أولَ بروز له هو في الدول الباطنية كالقرامطة في هَجَر والعراق والصليحيين في اليمن والعبيديين في المغرب ومصر؛ بل استمر كذلك عبر الدول المنتسبة للسنة (...)
يلحظ المتابع أن هناك عملاً جاداً لتنشيط بدع القبوريين المخالفة للإسلام الصحيح، من بناء المساجد على القبور، ودعاء المقبورين من دون الله تعالى، وتلفيق الذرائع والتأويلات لهذه البدع المحرمة لإقناع الناس أنها من الدين، فما سبب هذا النشاط الجديد؟
هذا ما (...)
أثناء حقبة الاستعمار وما بعدها كان الخطاب الماركسي والقومي العلماني هو الذي بملأ الساحة العربية ، وسَلَّمَته دولُ الاستعمار الحكمَ في معظم الدول العربية لذلك كان لخطابه تأثير في الشعوب العربية فترة من الزمن إلى أن تآكل واضمحل ولم يعد له اليوم سوى (...)
الفلسطينيون شعب أعزل أبتلي بتسلط القوى العظمى عليه لتسليم وطنه إلى شذاذ تركوا أوطانهم التي عاش فيها أجدادهم؛ ليأخذوا بقوة تلك الدول المهيمنة ذلك الحين وطنًا ليس لهم، ويعملوا على إخراج أهله منه.. هذه هي قضيتهم باختصار، عادلة واضحة.. لا يصعب على أحد (...)
الفلسطينيون شعب أعزل أبتلي بتسلط القوى العظمى عليه لتسليم وطنه إلى شذاذ تركوا أوطانهم التي عاش فيها أجدادهم؛ ليأخذوا بقوة تلك الدول المهيمنة ذلك الحين وطنًا ليس لهم، ويعملوا على إخراج أهله منه.. هذه هي قضيتهم باختصار، عادلة واضحة.. لا يصعب على أحد (...)
العشر الأواخر من رمضان يسن فيهن الاعتكاف في المساجد، وهو شعيرة ذكرت في كتاب الله وجاءت السنة النبوية بأهم أحكامها، واختلف الفقهاء في ما لم يأت به نص صريح من مسائل الاعتكاف، ومما اختلفوا فيه: هل تدخل مدارسة العلم الشرعي في الذكر الذي ينبغي على (...)
تنعم المملكة العربية السعودية بأعظم وأسمى وأرقى وأفضل منظومة وثائق دستورية وقواعد تنظيمية في العالم، لا أقول ذلك مبالغة؛ بل حكاية للواقع ونشراً للخير وإشادة به، وأجزم أن من واجب وسائل الإعلام في بلادنا ومن واجب المثقفين والكتاب دوام إبراز هذه (...)
الإتيان بالجديد النافع في شتى مجالات العلوم النظرية والعملية، مطلب لا يمكن للحضارات أن تتقدم، ويكون لها فضل في واقع الإنسان وفي تراثه إلا به، وكل حضارة تنتهي فاعليتُها وأثرها من اللحظة التي تجمد فيها وتتوقف عن الابتكار.
ولا شك أن الأمة الإسلامية (...)
أصل عنوان هذا المقال اسم لكتاب نشرته قبل أكثر من عشر سنوات حين بدأ اشتدادُ الحملة العالمية على الأخلاقِ والقِيَمِ والأُسرةِ وسلطانِها الفِطري في جميع المجتمعات، وتنوع الحِراك الدولي المؤسسي لتدمير المرأة والطفل؛ وقد أصبح جليًا ومنذ ذلك التاريخ أن (...)
الحق في حماس كما الحق في غيرها، معرفة حسناتها وما نتفق معها عليه فيُحمد بقدَره، دون زيادة بادِّعاء أو تضخيم؛ وكذلك معرفة سيئاتها، ونقدُها بها وتبيان آثارها دون كذب أو فجور.
فمما نتفق عليه مع حماس: حق الفلسطينيين في مجاهدة المحتلين، ووجوب أن تبقى روح (...)
جرى، في الليالي الأخيرة من العشر الأواخر من رمضان، أَنْ عزمت السلطات الصهيونية على الاستيلاء على حي «الشيخ جراح»، وإعطائه لمستوطنين يهود، فهب المقادسة دفاعا عن الحي، ودفاعا عن الأقصى، وكانت هبة مباركة عظيمة، استطاعت أن تستقطب أبناء الضفة، ليتقاطروا (...)
نعود لنستكمل الحديث عن الهوية في لقاء سمو ولي العهد، فقد سُئِلَ سموه عن مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهل هي من ستفسر هذا القرآن والسنة؟
فأجاب حفظه الله بما مُحَصِّلَتُه: إننا لا ننتمي لمدرسة معينة ولا نؤله أحدّا، بل مرجعنا الكتاب والسنة؛ (...)
في الأيام المنصرمة حدث سجال بين المثقفين الليبراليين في المملكة العربية السعودية كانوا فيه على طرفين، الأول يرى أن مشكلة الإخوان المسلمين إذا كانت قمع الحريات فإن الليبراليين أيضا حين تسنموا زمام السلطة في دول أخرى حرموا الإخوان من برامجهم (...)
الكذب بمعناه العام الواسع هو ذكر ما يخالف الواقع سواء أكان هذا الذكر عن علم بمخالفته أم عن جهل أو استنتاج قاصر أم تقليد للغير، فكله مذموم فاعله، فالكاذب لا سيما العلمي المتعمد لا نقاش ولا اختلاف فيه، وأما من كذب عن جهل أو غير ذلك من الأسباب فلا عذر (...)