كان قادماً من درجات المدينة إلى دركات القرية تحديداً، القرية التي فتح عينيه عليها في ذاك الزمن العتيق، ونفض إليها عن جناحيه غبار الخمود، وأخذ يمد قدميه نحوها، بعد أن تأكدتْ له أحوال من فيها..
يدخلها بسلام، يدك أرضها بقدمين منفرجتين كقدمي زرافة، (...)
بمَ أهانها حتى سُمع دوي صوتها في أقصى الشمال؟.. أهانها ظهراً، وفي الليل كان يبكي بكاء الصغار.. يصرخ في نفسه.. يوبخها: ( لِمَ فعل ذلك؟ ).. لقد عاد من عمله مزجوراً للمرة الألف.. بل مطروداً كالزفير بعد خمس وثلاثين عاماً من الخدمة.. يسحب أذيال الهزيمة (...)
بالبنط العريض وبلون مميز، كتبتُ فوق جدار يشهده القاصي والداني: لا أحد يقرأ في هذا المكان!!.. وكأني صرختُ بهذه العبارة بقوة.. لا أدري لماذا؟، لكنني وقفتُ منتصباً متنهداً انتظر إن كانت لها ردة فعل ما.
حينئذ جاء إنسان عليه ملامح الغيرة، وناداني قائلاً: (...)