قرأت في جريدتكم في 16 أيلول سبتمبر، في صفحة "آداب وفنون" خبراً هذا نصه: "لم يتجاوز عدد الحاضرين في اللقاء الشعري المغربي الذي نُظِّم في دار الأوبرا المصرية عدد أصابع اليد الواحدة". وقبل أشهر قرأت في جريدتكم نفسها خبراً مماثلاً عن الغاء مهرجان شعري (...)
لا شيء في مقهى "الروتوندا" يغري العين أو يحرك عجلة الزمن الراكدة، لا شيء إطلاقاً سوى يأس معشش في الزوايا وعلى الوجوه، وصمت ثقيل يعكره صوتُ مذيع تلفزيوني يعلن عن إضرابات ومطالب عمالية بلكنة تشبه أزيز منشار حديد في لحم طري، وستة زبائن أو سبعة من (...)
في صباه اعتاش فقّاس من قراءة الفاتحة على أرواح أموات المقبرة. في يفاعته ذهب يبحث عن شغل. قالوا له ان كل الشغل مشغول. في شبابه فرَّ من الخدمة العسكرية لأن الثكنة لم تتسع لروحه الهائمة. وأخيراً هرب من الوطن الذي يشبه ثكنة باهتة بسياج شائك. بلا مشقة (...)
أنا وزميلي في العمل، وهو عربي مثلي، يخدم في محل خضار صغير في وسط باريس. صاحب العمل اشترط علينا ان نرفع هامش الربح بنسبة 10 في المئة، وإلا...
السيد لوكير، صاحب العمل ومعنى اسمه "القلب" يختصر الربح الى "هامش". ربما لأن لغة المال تميل الى الرمز. وهو (...)
هذه اول مرة أدخل بيت ميم. كأني داخل قبر توت عنخ آمون: غبار كثيف يعلو الجدران والرفوف، قمامة، صحون وملاعق، ثياب بالية، اكياس فارغة وعناكب نسجت خيوطها في كل الزوايا. جدران بلا لون، إنما الكتب، الكتب بالمئات هنا وهناك وعلى الرفوف أو في ما يسمّى (...)