قرأت في جريدتكم في 16 أيلول سبتمبر، في صفحة "آداب وفنون" خبراً هذا نصه: "لم يتجاوز عدد الحاضرين في اللقاء الشعري المغربي الذي نُظِّم في دار الأوبرا المصرية عدد أصابع اليد الواحدة". وقبل أشهر قرأت في جريدتكم نفسها خبراً مماثلاً عن الغاء مهرجان شعري في القاهرة، لأن عدد الحضور لم يتجاوز عدد أصابع اليد الأخرى. وخطرت ببالي، وأنا أفكر في جمهور الشعر، تظاهرة المئة ألف الذين استجابوا لنداء مهرج في "ستاد" مقفل. لا أعرف كيف تسلسلت الخواطر، سوى ان لكل ميدالية وجهين، وأن علينا أن ننظر بالعينين الاثنتين. اللهم، لا شماتة بإخواننا المصريين، ولا بالشعر ولا بالشعراء، ولا بإخواننا المغاربة الذين جاؤوا من بعيد من أجل شيء لا يُذكَر! ولكنني أقترح ما يلي للحد من إهدار أموال الشعب المصري: - أن تُلغى وزارة الثقافة المصرية، والهيئات المرتبطة بها، ويحال وزيرها للتقاعد، وكذلك موظفوها. - ان تتحول وزارة الثقافة الى وزارة لمحو الأمية، وأن تحوَّل قصور الثقافة الى قصور لمحو الأمية. في هذه الحال الجمهور سيكون بعدد أصابع عشرة آلاف يد. في حال رُفِض الاقتراحان، وكان لا بد من جمهور بأي ثمن، فما عليكم إلا أن تعلنوا عن إقامة مباراة في دار الأوبرا المصرية بين الأهلي والزمالك، حضورها مجاني. عندئذ ستكتشفون ان كرة القدم هي ديوان العربان، كما اكتشفتم ان الشعر ليس إلا مندبة العرب. فرنسا - عبدالحميد عبود