رأيتها فحسبتها أمي خرجت من القبر لأنها تشبهها وجهاً وشكلاً وجسماً وأخلاقاً فناديت يا أمي.. يا أمي حتى بح صوتي..
تعالي أنت يا أمي.. ولكنها لم تسمع صوتي ولم تلتفت إلى وجهي الشاحب، ولو التفتت لرأته حاملاً معنى اللهفة والحنين.. ولصاحت بأعلى صوتها يا (...)
كل إنسان في هذا العالم لديه موقف يستحق الرثاء لا يعلم ماذا كتب الله له، ويجهل مصيره مهما عمل وتبقى المصادفة.
إن أهم ما لدى الإنسان حدثان هما يوم ميلاده ويوم وفاته لا يعلم عنهما أي شيء، يسير الإنسان نحو اليوم الذي يكرهه تاركاً وراءه اليوم الذي يتمنى (...)
كأي إنسان عاصر الحياة، وكأي بشر تعمق فيها إلى الأعماق، وكأي تائه يرحل إلى البعيد، حملت نفسي على سجيتها. سرحت مع أفكاري وسرت مفكراً فيما حولي، وهناك وفي حانة الزمن حططت رحالي أتساءل. أسندت رأسي المليء بالمتناقضات العديدة إلى يدي الهزيلة المرتعشة ثم (...)
كان جبينه يتصبب من العرق وكان يعتقد في قرارة نفسه وجوارحه أن العالم أجمع سيشهد فيه مثلاً جديداً من أمثلة الخيبة والفشل. ولكنه في الماضي قد جاهد وكافح طويلاً وعذّب نفسه وأشقته وأشقاها وتحمل في بسالة هائلة جميع أنواع الحرمان القاسي وأخيراً لم يستطع (...)
يا سيدي رأيتك أمس تلهب بدن صغيرك بالسوط. ولست أشك أنك ضربته في ساعة غضب منك وانك ندمت فعلاً على ما أقدمت عليه في الحال. وإن سألتك عن السبب الذي أدى بك الى ضرب فلذة كبدك. فلا جواب سوى أنه ولد مزعج وإن لم أضربه فسيتمادى في الإزعاج للجميع...
ولكن (...)
صغار لفظتهم الحياة إلى دنيا البؤس والشقاء، وأطفال في عمر الزهور يضربهم آباؤهم بغير ذنب ولا جريرة. يا سيدي رأيتك أمس تلهب بدن صغيرك بالسوط، ولست أشك أنك ضربته في ساعة غضب منك، وأنك ندمت فعلا على ما أقدمت عليه في الحال، وإن سألتك عن السبب الذي أدى بك (...)
خرجت صباحاً كعادتي للذهاب الى عملي فرأيت منظراً عجيباً، رأيت جاري في حالة انفعال شديدة وهو يصرخ على بعض الأولاد الصغار، لأنهم نقلوا كومة من الاحجار الصغيرة أمام باب منزله.
وعبثاً حاول هذا الجار على اقناعهم على اعادته للمكان الأول على الرصيف المقابل (...)
الساعة على حائط الحياة تدق وقلبك على حائط جسمك يدق دقات رتيبة ومنتظمة في الداخل والخارج. ودخان أسود يخرج من مدخنة أحد المصانع في بلادي ودخان أشد سواداً يخرج من فمك أيها الإنسان عقب كل سيجارة تنفث دخانها والفرق شاسع وبعيد بين الاثنين . فالأول للإنتاج (...)